كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com

mercredi 26 octobre 2011

-عن جريدة البناء «أبولون» و«أرتميس» يعودان إلى عين إبل

في ظل الانشغال الإعلامي، العربي والعالمي، في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الإحتلال «الإسرائيلي»، أُنجزت في المقلب الآخر صفقة تحرير ثقافية، لا تقل شأناً عن العملية الأولى، على قاعدة أن «إبادة حضارة ما، تتم عبر إبادة آلهتها»، لذلك فإن استرداد هذه المنطقة للمجموعة الهائلة من الآثار التي سرقتها حملات الاستعمار المتوالية، عبر بعثات أجنبية «مفخخة»، هو أمر وطني بامتياز يتعلق بالهوية الثقافية لحضارة هذه البلاد.
«رهائن التاريخ»
أمس، سلمت ماري كلود بيطار من مؤسسة «بروموريون» إلى رئيس بلدية عين إبل فاروق بركات دياب، لوحة صخرية أثرية نحت عليها الإلهان «أبولون» أي «بعل» وهو إله الخصب السورري و«أرتميس» الرومانية وتسمى «ديانا» باليونانية وهي إلهة القمر والصيد والغابات وحامية الأطفال، يتوسطها شجرة نخيل، في حضور حشد من أبناء البلدة والمهتمين.
وهذه اللوحة هي نسخة طبق الأصل عن الصخرة الأصلية التي سرقها عام 1860 المؤرخ الفرنسي أرنست رينان من محلة الدوير في خراج بلدة عين إبل، ونقلها إلى فرنسا حيث وضعت في متحف اللوفر .
قانون يبيح السرقة؟
وتفاوض يوسف خليل خريش، لاستعادت النسخة عن اللوحة المجسم، مع وزارة الآثار الفرنسية والقيمين على المتحف المذكور منذ عام 2003، مبرزاً اثباتات بأنها عائدة لآثار بلدة عين إبل. وبعد التأكد من صحة قرائنه، أبلغته إدارة المتحف أن القانون الدولي لا يسمح باسترداد قطعة أثرية مضى على وجودها في فرنسا 70 عاماً، إنما بإمكان المتحف أن يستنسخ صورة طبق الأصل عنها من مادة كلسية كيمائية مشغولة على ضغط الليزير.

يذكر أن بلدة عين إبل ذات بعد ثقافي وتاريخي عميق، وتقوم على مدينة كنعانية تفاعلت مع الحضارة الرومانية التي احتلت المنطقة لحقبة زمنية طويلة، وفيها أماكن أثرية عديدة نهبت على يد الحملات الاستعمارية التي مرت على المنطقة، خصوصاً أيام حكم الاحتلال العثماني وتحديداً في حقبة أحمد باشا الجزار لمدينة عكا، وخلال الاحتلال «الإسرائيلي».


http://al-binaa.com/newversion/article.php?articleId=46643
  • كتبت جريدة السفير بتاريخ 26-10-2011 حول لوحة عين ابل ما يلي
    عين إبل «تسترد» نسخة
    عن لوحة أثرية من «اللوفر

    سلمت ممثلة «مؤسسة بروموريون» ماري كلود بيطار إلى رئيس بلدية عين إبل الجنوبية فاروق بركات دياب أمس، لوحة صخرية أثرية نحت عليها الإلهين «ابولون» (البعل) و«ارتميست» (ديانا)، يتوسطها شجرة نخيل، بحضور حشد من أبناء البلدة والمهتمين.
    وتلك اللوحة، هي نسخة طبق الأصل عن الصخرة الأصلية التي أخذها في العام 1860، المؤرخ الفرنسي إرنست رينان، من محلة الدوير في خراج بلدة عين إبل، ونقلها إلى فرنسا حيث وضعت في «متحف اللوفر».
    وتفاوض يوسف خليل خريش، لاستعادة النسخة عن اللوحة المجسم، مع وزارة الآثار الفرنسية والقيمين على المتحف منذ عام 2003، مبرزاً إثباتات بأنها عائدة لآثار بلدة عين إبل. وبعد التأكد من صحة أقواله بلغته إدارة المتحف بأن القانون الدولي لا يسمح باسترداد قطعة أثرية مضى على وجودها في فرنسا 70 عاماً، إنما بإمكان المتحف أن يستنسخ صورة طبق الأصل عنها من مادة كلسية كيميائية مشغولة على ضغط الليزير.
    ويذكر أن بلدة عين إبل تقوم على أنقاض عدة حضارات، ومنها الحضارتان الكنعانية والرومانية، وفيها أماكن أثرية عديدة نهبت على يد الشعوب، التي مرت على المنطقة خصوصا أيام حكم الجزار لمدينة عكا، وخلال الاحتلال الإسرائيلي.

dimanche 23 octobre 2011

أستقبال لوحة أثرية نادرة في عين إبل آتية من متحف اللوفر- فرنسا

عاشت عين أبل يوم السبت 22 اوكتوبر 2011 ساعات من الشعور بالعزة والفرح
عندما استقبلت في جو مفعم  بأصالة التراث وعبق  التاريخ المجيد وجمال الفن المحلي قطعة أثرية نادرة آتية الى دار بلديتها من متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية ، بعد أن وصلت الى مطار بيروت منذ أيام قليلة بواسطة المؤسسة اللبانية "برومو أوريان" المكلفة بنقلها.
عملية التسلم والتسليم لقطعة " أبولون وأرتميس "  تمت في دار البلدية بين المؤسسة المشار اليها ممثلة بالسيدة ماري كلود بيطار والاستاذ فاروق بركات دياب رئيس المجلس البلدي في عين إبل ، المدير العام السابق في مجلس الوزراء،  والذي شكر في كلمته الترحيبية كل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز التراثي المميّز..
لدى وصول القطقة الأثرية أمام دار البلدية كان في استقبالها الى رئيس البلدية عدد من أعضاء المجلس البلدي والهيئة الاختيارية  والأخوات الراهبات ووممثلون لجمعية أبناء عين إبل الخيرية في بيروت ونخبة من المثقفين والمعلمين والمعلمات  وفرقة كشاف السيدة وعشرات من الأهالي.
بعد أن أنزلت القطعة من الشاحنة التي كانت تقلها من مطار بيروت الى عين إبل ، وتعاون على حملها عناصر من الشبيبة والكشافة العين إبلية نقلت الى الطابق الارضي من البلدية بدلا من احد مكاتبها في الطوابق العليا،  نظرا لصعوبة حملها من جهة ، وحرصا من مؤسسة  "برومو أوريون " المكلفة بعملية النقل على تسليمها سالمة من مكان منشئها في متحف اللوفر –باريس، الى مكان غايتها دار البلدية في عين  إبل من جهة أخرى.
في ساحة البلدية في عين إبل ساد الحضور  جو من الاندهاش وعلامات الابتهاج عندما ظهر الشكل  المتناسق هندسيا ، بما فيه من تموجات الوان صخرية  تشكلت على مدى اكثر من 1800 سنة،  متفاعلة مع عوامل الطبيعة  والبيئة  الزراعية  الهادئة والهانئة في فينيقيا الثانية  والجليل الأعلى، في الجنوب اللبناني الحالي،  أو ما سمي لاحقا بلاد بشارة وجبل عاملة.
وكمغترب عائد الى موطنه الاول بعد طول غياب  كان استقبال لوحة "ابولون وأرتميس" ، بعد أن كان قد تم ترحيلها منذ ما ينيف عن قرن ونصف القرن   من فوق تلة  من تلال عين إبل الشمالية الغربية الواقعة في منطقة الدوير من خراج البلدة المنفتحة على افق بانورامي جميل.
الرسم المميّزالذي تحمله اللوحة كان عبارة عن رسم محفور في الصخر الكلسي الأبيض للثنائي الالهي الوثني  ( أبولون وأرتميس) تتوسطهما شجرة نخيل كانت رمزا ل" بلاد صور" في عهدها الروماني وسواها من العهود السابقة ، ورسم لثورين واقفين في وسط اللوحة يرمز الى الحياة الزراعية التي كانت المنطقة ولا تزال تتميز بها، وإن اختلفت الظروف على مدى الزمن.
 كما تحمل اللوحة غيرذلك  من الرموز الغنية بالمعاني المستوحاة من الميتولوجيا والاساطير ، ومن الخربشات المكتوبة باللغة  اليونانية ، كاتمةً سر ذلك النصب التذكاري وأبطاله الذين غابوا في ظروف مشابهة لظروف زماننا وإن اختلف اللاعبون .
إن  تلة الدوير الخالية حاليا من السكان لا يزال ترابها وما بقي من معالمها المبعثرة والمحفورة في البرك والآبار وقطع الفخار شاهدا على ماض  عريق  تأبى الابحاث الاركيولوجية أن تكشف الحجاب عن كل دوافنها.وهي إن نطقت لخجل الحاضر الحديث من بؤسه وتخلفه النسبي ولتباهى الماضي متفوقا ومتألقا في كل الميادين..
بعض هذه المعاني والصور كانت مدار بحث واستذكار في صالة البلدية  ولمدة  ساعة مع الجمهور وموضع مراجعة لذاكرة الدوير مع أبرز الاحداث والوجوه التاريخية السياسية والعسكرية والاجتماعية التي عايشت تلك الحقبة من الزمن، من خلال  عرض بصري قدمه الاستاذ يوسف توفيق خريش (الذي كان المبادر في اطلاق هذا المشروع بالتعاون مع ابن عمه يوسف خليل خريش المقيم في باريس والذي يعود اليه الفضل في الاتصال بمتحف اللوفر ومتابعة تنفيذ مشروع اعادة هذه اللوحة النادرة الى موطنها).
أوضح خريش المتخصص في الفلسفة وعلم اللاهوت والمحاضر في الجامعة اليسوعية في بيروت والذي له بحث في  "درب المسيح في جنوب لبنان"  ان لوحة الدوير هذه هي  خير تعبير عن مستوى الفن المحلي السيروفينيقي اللبناني الروماني في جنوب لبنان في اواخر القرن الثاني بعد المسيح ، وهي تعود الى  سنوات تقع بين محطتين بارزتين من التاريخ الروماني في الشرق هما عهد سبتيموس ساويروس (193-213) وما رافقه من بداية للسيطرة السورية على عرش روما من جهة ، وبين نهاية عهد قسطنطين الذي اوقف الاضطهاد الديني على المسيحية (313)   وأسس في الوقت نفسه ولفترة وجيزة ولاية اضافية على بلاد الشرق أطلق عليها اسم " اللواء العربي اللبناني العظيم (Colonia Arabia Augusta Libanensis) . إقليم ضمّ  قسما  من لبنان الجنوبي الشرقي ، وعين إبل فيه، كجزء من ذلك اللواء او ألأقليم العظيم.
الى ذلك شمل العرض ايضا نبذة عن العالم الفرنسي أرنست رينان مكتشف اللوحة ، والظروف التاريخية التي جاءت فيها البعثة الفرنسية الخاصة بالتنقيب عن الآثار الفينيقية  التي كان هو على رأسها  . وكان ذلك  في اطار بعثة عسكرية وسياسية أوسع كان قد نظمها نابوليون الثالث الى لبنان عام 1860 ، في نهاية احداث تلك السنة المشؤومة والمعروفة.وقد ترك لنا رينان كتابا ضخما عن نتائج تلك البعثة في كتابه " بعثة فينيقيا"، الذي يعد من أهم المراجع حول المعالم الأثرية الفينيقية في لبنان.
ثم توقف المحاضر على مشاهدات رينان في خربتي الدوير وشلعبون حيث أبرز ما شاهد فيهما مجموعة من الآبار وبقايا مبان ونواويس تعود الى امراء غساسنة كان بعض  معالمها لا يزال ظاهرا للعيان الى زمن قريب. ومن الجدير ذكره  أن رينان شاهد في خربة شلعبون القريبة من موقع الدوير مدفنا شبيها بمدفن السيد المسيح في اورشليم ، وشارات تذكر بشارة الملك قسطنطين ، وهي كناية عن ثلاثة رماح متصالبة لا تزال إحداها  مدرجة في جدار كنيسة السيدة في عين إبل ، وقد جاء بها بناؤو البلدة وحجّاروها من خربة شلعبون في نهاية القرن التاسع عشر  لدى بناء كنيستهم الحالية .
بعد موجز عن تلك الحقبة والظروف التي حملت العالم الفرنسي أرنست رينان الى اكتشاف تلك اللوحة ( 1861) وكيفية قطعها على يد الحجارين والبنائين العين إبليين المهرة، ومن ثم نقلها على ظهر جمل الى مدينة صور اولا ، ومن هناك عن طريق البحر الى حيث تستقر منذ 150 عاما في متحف اللوفر  ، دعي الحضور الى شرب نخب المناسبة وتناول الحلوى ، يقينا من أصحاب الدعوة بأنها مناسبة عزيزة للأحتفال بالتراث  لا العين إبلي وحسب بل بالتراث الوطني كله باعتباره أيضا ثروة ينبغي عدم التفريط بها بأي شكل من الأشكال.
ثم كان توقيع وثيقة التسلم والتسليم بين بلدية عين أبل والمؤسسة المكلفة بعملية النقل من فرنسا الى لبنان  .وبعدها لبى  الضيوف دعوة  رئيس البلدية الى الغداء في مطعم قصر الصنوبر.
ويجدر التذكير ختاما بأن لوحة "ابولون وأرتميس" ، كما أفاد كل من نائب رئيس البلدية طارق عتمه والاستاذ الجامعي رئيس اللجنة الثقافية في مجلس البلدية  بسام خريش ، ستقيم حاليا ومؤقتا في دار البلدية في عين إبل لمدة أشهر معدودة على  أن يتم تثبيتها لاحقا خلال السنة الحالية في مكان دائم في أحدى ساحات البلدة أو حدائقها.


vendredi 21 octobre 2011

قطعة أثرية فريدة تعود من متحف اللوفر الى مسقط رأسها في عين إبل بعد غياب 150 عاما

قطعة أثرية فريدة تعود اليوم من متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس الى مسقط رأسها في عين إبل بعد غياب 150 عاما
  تستعد بلدية عين إبل صباح يوم السبت 22 تشرين الاول لأستقبال منحوتة أثرية فريدة آتية من متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية حيث نسختها الاصلية  لا تزال مستقرة هناك منذ قرن ونصف القرن.تتم عملية التسلم والتسليم بين  شركة "بروموأوريان " وبلدية عين إبل في حضور رئيس البلدية الاستاذ فاروق بركات دياب وأعضاء المجلس البلدي والهيئة الأختيارية وممثلة المؤسسة  السيدة ماري كلود بيطار وجمهور من أهالي عين إبل ومحبيي التراث في منطقة قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان.
اللوحة التي تمثل  الثنائي  "أبولون وأرتميس" في ألأساطير اليونانية الرومانية  تحمل كتابة باليونانية ورموزا  تشير الى عالم الحياة الزراعية تم صبها خلال السنة الماضية في مشاغل متحف اللوفر بالطرق الحديثة التي تعتمد على الليزر ومادة الجص المقوّى ، نقلا عن نسختها ألاصلية المحفوظة  في صالة دينون من  جناح الآثار الشرقية داخل المتحف المذكور  
 يظهر على الجهة اليمنى من اللوحة التي لا يزيد قياسها عن 180 سنتم طولا و170 عرضا  الاله أبولون وعلى اليسرى الألهة أرتميس أو ديانا  فيما يقف وراء كل منهما  ثور من البقر  في وضعية الاستراحة تتوسطهما شجرة نخيل ، رمز فينيقية، ذات جذع ضخم وقامة باسقة تحمل عناقيد من ثمار التمر فضلا عن كتابة باليونانية ورموز أخرى ذات معان ودلالات في لغة الميتولوجيا. 
هذا وعلما أن اللوحة  كان قد تم نقلها الى متحف اللوفر  من فوق تلة الدوير التي تقع في خراج عين إبل على مسافة كيلو متر الى الشمال الغربي منه  الى مرفأ صور في ربيع عام 1861. وقد جرت هذه العملية باشراف العالم الفرنسي رينان الذي تطوّع بنّاؤون وقاطعو حجارة من البلدة لكي يقدموها له بعد أن عمدوا الى تخفيف وزنها  بتشذيبها وترقيقها بحيث تصبح قابلة للنقل  على ظهور  الجمال مسافة ثلاثين كيلومتر .عملية قطع المنحوتة عن الكتلة الصخرية التي كانت محفورة عليها  كما عملية نقلها الى صور ومن ثم الى فرنسا يصفها رينان في كتابه " البعثة الى فينيقيا" الصادر عام 1864 وما بعدها في مجلد ضخم مرفق بمجموعة من الرسوم الفنية الممثلة لأبرز القطع والمواقع الأثرية التي زارها رينان واستكشف معالمها في مناطق مختلفة من لبنان وفلسطين مما كان يقع منها تحت التأثير الفينيقي الروماني والبيزنطي.
وكانت تلك البعثة قد تم تنظيمها بأمر من الملك الفرنسي نابوليون الثالث أو فيليب  في إطار بعثة سياسية وعسكرية بقيادة الجنرال بوفور بهدف اعادة الأمن والاستقرار الى لبنان وسوريا إثر الحوادث المؤلمة التي وقعت عام 1860 وذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل معظمهم من المسيحين بسبب تواطؤ السلطنة العثمانية المتداعية مع التيارات الاصولية المتطرفة والمتبرمة بالوجود المسيحي الداعي الى اليقظة العربية في وجه الاستعمار التركي
في كتابه المشار اليه يصف رينان مشاهداته حول الآثار في منطقة عين إبل ولا سيما في خربة الدوير وشلعبون ومنها بقايا معبد وثني وآبار وبرك منقورة في الصخر الى بقايا أبنية ومدافن يعود تاريخ بعضها الى الحقبة الغسانية النصرانية والملوك والدويلات التي نشأت في كل من سوريا ولبنان وفلسطين خلال القرون الاولى السابقة واللاحقة لبداية المسيحية.
ولعل من أبرز ما يستحق الذكر في ما يختص بآثار عين أبل الى قطعة "ابولون وأرتميس" التي يعود تاريخها الى عام 193 بعد المسيح ،في مطلع عهد الامبراطور سبتيموس ساويروس الفنيقي الجذور والهوى  ، نواويس شلعبون الواقعة أيضا شمال البلدة و مبان مربعة وأقبية ورماح متصالبة تشير الى الحقبة الغسانية التي كان أمراؤها المسيحيون في حالة من التحالف مع الامبراطورية الرومانية بعد سيطرة قسطنطين على السلطة وانتقال المسيحية فيها من حالة الاضطهاد الى حالة حرية العبادة وما ساد تلك الظروف  من أجواء آمنة أحيانا ما لم تقطعها موجات الاضطهاد التي كانت تنشب وفقا لدين الامبراطور وميوله . 
ومن بين المكتشفات الأثرية الملفتة مدافن شبيهة بتلك التي دفن فيها السيد المسيح مما ينطبق عليه قول النساء في الانجيل اللواتي جئن صباح أحد القيامة تسألن " من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" . ومن الآثار الباقية الماثلة  للعيان تلك التي يزين بها الجدار الغربي الخارجي  لكنيسة السيدة في عين إبل والذي تندرج في أعلاه بلاطة لا يزال المشاهد يراها تمثل الرماح القسطنطينية، نسبة الى الملك قسطنطين ، وهي ترمز الى الشارة التي رآها الامبراطور في الحلم قبل احدى معاركه العسكرية الحاسمة عام 313 حيث ظهر له السيد المسيح وقال له : "بهذه العلامة ستنتصر" فاتخذ منها شعارا قبل خوضه المعركة واصبحت لاحقا رمزا لدولته وقد عبر عنها أيضا  بثلاثة رماح متصالبة تمثل مختصرا لكلمتين: المسيح والسلام
 Pax Christi ، .
 هذه المعاني وغيرها مما يندرج في الاطار التاريخي الفني والسياسي والاجتماعيي في القرون المسيحية الاولى  ستكون مدار بحث واستذكار لصفحات مجيدة من تاريخ عين إبل والمنطقة من قبل باحثين بعد عملية التسلم والتسليم التي تتم في دار البلدية عند الساعة العاشرة والنصف بين من جاؤوا لاستقبال القطعة الأثرية الفريدة التي ستستقر الى اشهر معدودة في احد مكاتب البلدية بانتظار ان تشكل لجنة خاصة خلال الايام المقبلة  مهمتها إعداد المكان اللائق بالعائدة الى موطنها بعد طول غياب لتبقى شاهدة على تاريخ عظيم،وهي تحث الضمائر لكي يتعزز الوعي بأهمية التراث والضرورة القصوى للحفاظ عليه.لأن من لا ماضي  لديه متمثلا بالتراث  كمن لاغد لديه متمثلا بالمعرفة والثقافة
ويبقى القول بأن الفضل بعودة هذا الأثر الثمين الى موقعه بعد طول غياب يعود الى الاستاذين وابني العم يوسف توفيق خريش مطلق الفكرة ومكتشف الأثر والاستاذ يوسف خليل خريش المقيم في فرنسا والمتابع للفكرة ومحققها ميدانيا من خلال علاقاته مع ادارة متحف اللوفر والتضحيات الجسام التي بذلها لكي يأخذ هذا المشروع طريقه الى النور. فبوركت المساعي وبورك لعين إبل تراثها المستعاد الى حضن الوطن