كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com
Affichage des articles dont le libellé est المنسنيور البر خريش، المطران منير خيرالله،. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est المنسنيور البر خريش، المطران منير خيرالله،. Afficher tous les articles

mercredi 8 mai 2013

عظة المطران منير خيرالله في ذكرى المنسنيور البر خريش


خير الله ترأس قداسا في ذكرى اغتيال المونسنيور خريش: عرفته رجلا جريئا في مواقفه لا يتراجع أمام التحديات


May 6, 2012

أقامت عائلة الشهيد المرحوم المونسنيور ألبير خريش في الذكرى الرابعة والعشرين على اغتياله، قداسا لراحة نفسه في كنيسة سيدة المعونات في حارة صخر، ترأسه المطران منير خير الله ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عاونه فيه الاب غسان عون، في حضور الكاردينال نصر الله صفير والمطارنة: غي بولس نجيم، يوسف بشارة وطانيوس الخوري، كاهن الرعية الاب لويس البواري، النائب حكمت ديب ممثلا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، العقيد بيار صعب ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المهندس عصام خير الله ممثلا النائب اسعد حردان، المهندس بسام خريش ممثلا رئيس بلدية عين ابل فاروق بركات، عضو المكتب السياسي في “تيار المردة” فيرا يمين ، رئيس حزب “الوعد” جو ايلي حبيقة، العميد المتقاعد مارون خريش، عائلة الشهيد وحشد من ابناء بلدة عين ابل والمصلين.
العظة
بعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس، ألقى المطران خير الله عظة قال فيها: “نستذكر اليوم في قداسنا مع الاهل والاصدقاء المونسنيور ألبير خريش بعد أربع وعشرين سنة على استشهاده، لعلنا نتعلم من أمثولة حياته عيش المحبة والمغفرة والتسامح. فمنذ بداية كهنوته اتخذ له شعارا “الله محبة”.
وشرح ذلك في عظة قداسه الاول في عين ابل في 23/8/1965:” ما أجملها وما أروعها كلمة عبرت بها عبقرية يوحنا التلميذ الحبيب عن جوهر الله بوحي من الروح القدس. الله محبة، أحبنا الله يوم خلقنا ويوم افتدانا بدم ابنه وجعلنا له شعبا مقدسا وكهنوتا ملوكيا يجسد محبته بين البشر. انه لاهوت المجمع الفاتيكاني الثاني الذي كانت شارفت الكنيسة الجامعة على اختتامه مشرعة الابواب على نهضة جديدة وانفتاح كبير على العالم”.
وتابع:”الله محبة، أتجاسر وآخذ هذه الآية شعارا لحياتي ودستورا لاعمالي، وسأسعى بكل ما أعطاني الله من مواهب وقوى لأحقق هذا الشعار العظيم في حياتي، ولتكون حياتي هذه الجديدة صورة ولو حقيرة لمحبة الله أينما حللت. هذا كان مشروع حياته الجديدة وخدمته الكهنوتية”.
وعن كيفية تحقيق هذا المشروع شرحها قائلا:” سأضع قواي بتصرف الضعيف والبائس، وعقلي في خدمة من يطلب المعرفة، وإيماني في مساعدة من يجهل الله، ومحبتي في إرواء قلوب تتوق الى الحب الحقيقي المقدس. وهكذا أصبح كاهنا بحسب قلب يسوع الكاهن الأوحد والأبدي القائل:”تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم”.
اضاف: “كان الخوري ألبير قبل رسامته الكهنوتية قد درس الفلسفة واللاهوت في روما، وتابع بعدها تخصصه حتى نال دكتوراه في اللاهوت ودكتوراه في الحقوق المدنية والكنسية. وطلب اليه ان يبقى في خدمة الكرسي الرسولي حيث عمل في مجمع الاسرار حتى سنة 1977.هناك في روما التقيت به للمرة الاولى في ايلول 1973 عندما وصلت طالبا اكليريكيا لمتابعة دروسي الفلسفية واللاهوتية في معهد انتشار الايمان حيث تعلم هو لسنوات خلت. وتعرفت اليه عن قرب ورافقته وعرفته نشيطا لا يتعب ولا يكل. وعاونته في نشاطاته الرعوية، والكشفية بنوع خاص، التي دخلت من خلالها الى المجتمع الايطالي كنسيا واجتماعيا. وأذكر كم تعاونا معا وسهرنا الليالي مع اصدقاء ايطاليين منذ اندلاع الحرب في لبنان في نيسان 1975. فكان الشباب والصبابا والكشافة بنوع خاص، يتنافسون على جمع الادوية والالبسة والمواد الغذائية لإرسالها الى لبنان بتوجيه من المونسينيور ألبير”.
وتابع: “عاد هو الى لبنان في 13 أيار 1977 ليكون بالقرب من عمه البطريرك الكاردينال انطونيوس خريش، وعدت انا في 13 تموز 1977 لاهيىء رسامتي الكهنوتية التي قبلتها في 13 أيلول، وكان هو الاقرب الي مع عرابي الاب واليوم المطران سمعان عطاالله الذي كان شاهدا على نشاطنا في روما. وبعد غياب لبضع سنوات قضيتها في باريس للتخصص في اللاهوت وفي التنشئة الكهنوتية، عدنا والتقينا من جديد في الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير الذي كان اشتراها البطريرك انطونيوس خريش من الآباء اليسوعيين، وحيث كان هو مرشدا روحيا للطلاب الاكليريكيين. فتعاونا على تنشئة اخوتنا كهنة الغد وعلى رسم استراتيجية الرجاء بجرأة الانبياء في كنيستنا المارونية التي كانت تفتش عن ذاتها وعن هويتها في سياق النهضة التي أطلقها المجمع الفاتيكاني الثاني”.
وقال: “في خلال هذه المسيرة الطويلة معا، عرفت المونسينيور ألبير رجلا جريئا في مواقفه لا يتراجع أمام التحديات، وصوته كصوت الانبياء كان يلعلع في كل الارجاء دفاعا عن الحق، وهو استاذ الحقوق في الجامعة اللبنانية. عرفته استاذا جامعيا يحاور الطلاب ويقنعهم بمنطقه ويستقطبهم بصراحته وجرأة قوله ودفاعه عن الحق. عرفته مرشدا حكيما مع طلاب الكهنوت الذين عمل على توعيتهم على هويتهم وعلى دعوتهم الى العودة الى تراث كنيستهم الانطاكية السريانية، حتى انه ألزمهم على الصلاة في كتاب الشحيمة السريانية. عرفته رجل المحبة يعطف على اليتيم والفقير والارملة، كما وعد في قداسه الاول، وكان يوزع عليهم ما يأتيه من اصدقائه الايطاليين مجانا وبدون حساب”.
وتابع: “كنت اخيرا شاهدا على وصيته التي كتبها أمامي بخط يده والتي يقول فيها:” في حال موتي، أقدم حياتي ذبيحة لفداء لبنان وليقظة كنيستنا المارونية من سباتها الروحي كي تنفتح على العالم أجمع وتتمم رسالتها في محيطنا وعالمنا العربي، اني أطلب المغفرة من الجميع، كما واني اطلب صلاة الجميع. الله محبة، واليه أمضي، فأتابع المحبة التي قادت حياتي حتى الآن”.
أيها الاخ والصديق والكاهن الحبيب المونسينيور ألبير، اني أتوجه اليك اليوم حيث انت تنعم في سعادة الملكوت مع الشهداء الابطال، وبعد أربع وعشرين سنة على غيابك، لاقول لك: “لقد كان موتك ذبيحة لفداء لبنان وليقظة كنيستنا المارونية. غفرت لقاتليك ودعوتنا جميعا الى عيش المغفرة. مت كحبة الحنطة ودفنت في ارض لبنان المقدسة، في ارض عين ابل الجنوبية التي قدسها السيد المسيح في تجواله بين الجليل وصور وصيدا، وها هي كنيستنا المارونية تقطف اليوم الثمار الكثيرة”.

اضاف: ” لذا فاني اقول لك، باسم صاحب الغبطة أبينا الحبيب مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي أتاح لي الشرف ان أمثله في هذا القداس، وباسم نيافة الكاردينال نصر الله صفير واخوتي الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والاهل والاصدقاء وكل طلابك القدامى: اطمئن ايها المونسينيور ألبير، فان لبنان قد افتدي بذبيحتك وبذبيحة الكثيرين من الشهداء قبلك وبعدك. وان كنيستنا المارونية بدأت تستفيق من سباتها الروحي العميق بفضل السينودس الخاص الذي دعا اليه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني طالبا من اللبنانيين العودة الى جذورهم والى عيش الرجاء، وبفضل المجتمع البطريركي الماروني الذي عقدته، بعد عودتها الى ينابيعها الروحانية في قنوبين، وأشركت فيه كل مكونات الكنيسة المارونية في لبنان وبلدان النطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وأطلت فيه على العالم برسالة متجددة. وبعد ان تبنت كنيستنا نصوص هذا المجمع كمرجع لاهوتي وفكري وكنسي وراعوي وكدستور للقرن الحادي والعشرين، ها هي اليوم تعمل على تطبيقه مع غبطة البطريرك الراعي الذي وضعه في أولويات خدمته البطريركية في الشركة والمحبة”.

وختم: “ان السيد المسيح الذي دعاك اليه باكرا لا يزال حاضرا في كنيسته في لبنان التي تسير بدفع من الروح القدس وتتغذى بدم الشهداء وهي تعيش الرجاء وتشهد للمحبة وتسعى الى تحقيق الشراكة. وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.آمين”.