كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com
Affichage des articles dont le libellé est تمارا الشلبي ،تاريخ شيعة جبل عامل،جوزف خريش. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est تمارا الشلبي ،تاريخ شيعة جبل عامل،جوزف خريش. Afficher tous les articles

vendredi 8 mai 2020

"شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية ،دار النهار ٢٠١٠"

Bonjour de Ainebel,Kifkon ya shabe محرقة عين ابل ٥ ايار ١٩٢٠
محرقة عين ابل بأقلام مؤرخي جبل عامل

وراءها بقايا عثمانيين وعصابات

من  كتاب تمارا الشلبي :

"شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية ،دار النهار ٢٠١٠" .

كتابة التاريخ تعوزها الموضوعية والرصانة ، وحب للحقيقة حتى ولو جاءت نتيجتها مخالفة للمصالح الشخصية!!
١- في كتاب "شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية ١٩١٨- ١٩٤٣" الصادر عن دار النهار " قبل عشر سنوات (٢٠١٠) للمؤلفة تمارا الشلبي يتوقف القارىء معها على حقائق قلما تم التطرق اليها بتلك الصراحة والموضوعية اللتين يمكن ان يتحلى بهما باحث في تاريخ الاحداث اللبنانية المأسوية. لا سيما وان مؤلفة الكتاب تحسب مبدئيا من حيث فعل الواقعة والقراءة التاريخية لما سمي ب " محرقة عين ابل ، هولوكوست الخامس من ايار ١٩٢٠"  في موضع الفريق الفاعل لا الضحية. هكذا توهمت انا  مسبقا قبل الشروع في القراءة. ولكن مع ذلك فوجئت انه كان للمؤلفة من الموضوعية والجرأة ما جعلها تستحق بجدارة صفة مؤرخة . لم تستحق وحدها هذه الصفة وحسب. بل شاركها فيها ايضا مقدم الكتاب الدكتور والباحث في التاريخ منذر جابر ، خاصة وانه هو الذي يسجل على رصيده الثقافي احد اكثر الابحاث المعتمد عليها لدرس موضوع " مؤتمر وادي الحجير ".هذا الحدث  التاريخي الذي وقع قبل قرن كامل بالتمام في -٢٤ نيسان عام ١٩٢٠ ، وكان من اثاره تاريخ اخر جديد للبنان الكبير، وما استتبعه بعد ايام من حدث مأسوي لا يزال يشكل جرحا عميقا في الوجدان اللبناني عامة والوجدان الشيعي بنوع خاص، عنيت به " مذبحة عين ابل" في الخامس من ايار من السنة عينها .
٢- ان ما شدني الى متابعة قراءة هذا الكتاب انما هو الصراحة والموضوعية التي بدت لي ، بعد ان توقعت غير ذلك ، لا سيما وانه يفترض بالمؤلفة ان تتماهى بالفاعل المتجانس معها طائفيا في الفعل وفقا لاكثر من ذريعة في ما يعني الانحياز للضحية او الجلاد في لغة علماء الانتروبولوجيا والتاريخ .
تتبعت في الكتاب قضية مأساة عين ابل التي وقعت عام ١٩٢٠ اثر مؤتمر الحجير الذي ضم مئات الشخصيات الشيعية لتقرير مصير ما يعرف اليوم بجنوب لبنان ، جبل عامل.
تشدني الفضولية الى معرفة حقيقة العصابات الشيعية التي وقعت على يدها محرقة عين ابل ، البلدة المسيحية الواقعة عند اخر الحدود الجنوبية من لبنان الكبير الحالي. وكان لي من بين الضحايا الماية اقرباء وجيران ، اطفال وشيوخ ونساء وعدد اقل من شباب تسلحوا بما استطاعوا اليه سبيلا من اموالهم الخاصة دفاعا عن نفس وعرض وبيت .
- بخلاصة مطالعة هذا الكتاب سجلت بعض النقاط التي تهمني مما له صلة بالعنف والارهاب ، وبظاهرة التسلح وتشكيل العصابات والعصبية والعنف مما لفتني ويندرج ضمن اهتمام القارئ اللبناني الساعي الى معرفة الحقيقة. فكان منها ما يلي:
١- حول ظاهرة انتشار السلاح بين ايدي عناصر العصابات بعد انهزام الجيش العثماني امام جيوش الحلفاء في لبنان وسوريا في اعقاب الحرب العالمية الاولى ومسؤولية الامير فيصل وحكومته العربية مباشرة وخصوصا مسؤولية شقيقه الامير عبدالله في شرقي الاردن .تخلص المؤرخة تمارا الشلبي في كتابها المشار اليه واستنادا الى صحيفة البشير التي رافقت القوات الفرنسية الى جنوب لبنان الى ان " المحور الرئيسي للعمليات العسكرية للعصابات كان يمر عبر حاصبيا وراشيا ، وهذا ما اتاح لها ان تقيم اتصالا مباشرا مع دمشق مرورا بجبل الدروز" (راجع ايضا "مجلة العرفان ٣٣ ص ٢٥٦).
"يذكر احمد رضا اسماء ضباط في الجيش العربي ( يقومون بدور التدريب والتوحيه) مثل علي خلقي واحمد مريود وسعيد العاص كانوا يتواجدون مع العصابات في بعض القرى العاملية قرب جسر الخردلي" ( ص ١٥٩)
- تستند الى كتاب "يقظة العرب " لجورج انطونيوس لتشير الى " شكل من اشكال تدخل فيصل في اعمال العصابات وتغاضيه عن مهاجمة بعض الضباط العرب لمواقع قرب الحدود الجنوبية اللبنانية . كما يدلل مؤرخ اخر مثل قدري قلعجي على دعم فيصل للعصابات برسالة بعث بها الجنرال غورو يتهمه فيها بمساندة العصابات وتدريبها كما افاد قائد الفرقة الثالثة للجيش العربي قرب حلب. (ص ١٥٩)،
٢- العصابات :تروي الكاتبة انه في تلك المرحلة بين ١٩١٩- ١٩٢٠ كانت تتواجد في جبل عامل اكثر من ١٢ عصابة .ثلاثة من قادة تلك العصابات كانوا اكثر شهرة من بين الاخرين وهم: ادهم خنجر،صادق حمزة، محمود الاحمد بزي،. وجميعهم ينتمون الى عائلات جنوبية معروفة. توضح تمارا الشلبي انه" لم يكن واضحا انغماس هؤلاء القادة في الجهاد القومي" مشيرة الى ان الصدامات مع الجيش الفرنسي كانت تترافق مع " عمليات سلب ونهب للقرى والقوافل على طرقات جبل عامل، " . وفي رواية شائعة كان صادق الحمزة يقوم بسرقة موظفي الحكومة المكلفين بجباية الضرائب ،ثم يعيد توزيعها على اهالي القرى " ( ص ١٦٠) . يشير الشيخ سليمان ظاهر ان افراد العصابات العاملية هذه حولت نشاطها مع مرور الزمن من اعمال السلب والنهب وقطع الطرقات مع عصابات البدو الى مقاتلة الفرنسيين . وهذا ما جرى على جسر الخردلي ( تقرير بتاريخ ٩ تشرين الثاني ١٩١٩ ) .
-في موازاة تلك الاحداث كانت صحف اخرى تصف العصابات حرفيا باللصوص وقطاع الطرق . عموما لم تكن التقارير الصحفية تعطي انطباعا بان العصابات كانت حركة ثورية ولها اتباعها في جبل عامل.
٣- وبخصوص صادق الحمزة تحديدا ترى الكاتبة ان اصوله تعود الى عائلة آل الصغير ولكنه غير معترف بمكانته من قبل فرع الزعامة القائدة في هذه العائلة اي فرع آل الاسعد . لذلك حاول الزعيم كامل الاسعد عضو البرلمان العثماني ، من ضمن سياسة العصبية الحزبية، اعادة توطيد مركزه بدعمه قيام جماعات مسلحة اخرى مناهضة لصادق الحمزة تساعد الفرنسيين في حربهم ضده . من هنا كان تعاونه مع الجنرال شاربنتيه الفرنسي من اجل تشكيل "حرس وطني" من متطوعي الشيعة من اجل موازنة العصابات والوقوف في وجهها. (المرجع نفسه ص ١٦٢).
٤- امام هذا التخبط الاهلي حيال الموقف من العصابات وخاصة عندما طاولت اعمالها العلاقات الشيعية المسيحية وجّه اعيان شيعيون شرفاء من جبل عامل رسالة الى صادق الحمزه يستحلفونه فيها ان يكف عن الهجوم على القرى المسيحية في منطقة الشقيف ، خوفا من ان يؤول ذلك الى خراب الوطن ويحول دون السعي الى التفاهم بين الطوائف الاسلامية والمسيحية، والذي من دونه حسب تعبيرهم " لا يرجع الوطن الى ما كان عليه من الامان والراحة الا باتفاقهما" . كما يذكر احمد رضا في مذكراته ، (العرفان م ٣٤ عدد ٣ ص ٣٥٤ )، مضيفا الى ذلك بكلام جد مؤثر يوجهه الى قادة العصابات : 
" نستحلفكم بالله والشرف ان تكفوا . فقد لبست الشيعة ثوب العار بنظر العالم المتمدن" .( ص ١٦٣ ) .
تتابع تمارا الشلبي في كتابها حول العصابات  العصابات انها كانت  تستند ايضا الى دعم غير مباشر من دمشق من خلال العشائرية والعائلية اكثر من استنادها الى الزعماء السياسيين .
٥- في تلك الجواء من شهر نيسان انعقد مؤتمر وادي الحجير (٢٠ نيسان ١٩٢٠) ليكون حدثا اشكاليا في الخطاب الشيعي، مظهرا مدى محدودية نفوذ الزعماء لصالح العصابات . فيه " كررت القيادة العاملية الغلطة ذاتها بمؤازرتها لحكومة فيصل العربية .." ( المرجع نفسه ص ١٦٥)
- كان من ثغرات هذا المؤتمر انه جاء اجتماعا طائفيا يلتقي فيه شيعة جبل عامل وحدهم من دون ممثلين عن الطوائف الاخرى ، للبحث في مصير وطني مشترك .
- من جهة ثانية جاء المؤتمر بمثابة تنازل من قبل الزعامة الشيعية المدنية التقليدية لصالح العصابات وحلفائهم من زعماء القبائل البدوية ، بعد ان رفض رؤساء العصابات عقد المؤتمر في الطيبة مقر ال الاسعد التاريخي، مما رجح كفة رؤساء هذه العصابات في التأثير على رجال الدين الذين باتوا ينفذون ارادة العصابات ولا يستوحون الروح الوطنية الصحيحة،بل روحا قبلية اصولية تمثلت بالفتوى التي ذكر انها صدرت بالفعل عن رئيس المؤتمر، ولم توفر من اهدافها لا النساء ولا الاطفال خلافا لكل شريعة ، كما اظهرت عملية التنفيذ كما ظهرت فعليا في تنفيذ مجزرة عين ابل وسواها من القرى المسيحية في جبل عامل بعد اقل من اسبوعين على صدور الفتوى . فتوى اكد صدورها عن قيادة المؤتمر مطران صور للروم الكاثوليك مكسيموس الصايغ ، ثم لاحقا برقية صادرة عن الجنرال غورو بذاته الى وزارة الحرب الفرنسية في باريس.( موثقة )
٦ - طمسا لحقيقة ما جرى داخل المؤتمر تشير تمارا الشلبي بصورة جريئة وملفتة الى " الاغفال شبه التام وعدم الحديث -عن هذا الحدث التاريخي- في المصادر العاملية الاولية التي تؤرخ للمرحلة . فبالاضافة الى السكوت المتعمد للجنة المكلفة بتدوين محاضر جلسات المؤتمر والى فقدان المحضر الاساسي الموقع من قبل الرؤساء الدينيين والزعامات وقيادات العصابات ....لا تشير هذه المراجع الى المؤتمر الا بعد حصول المجازر بحق المسيحيين ومن دون اية تفصيلات عن المداولات داخل المؤتمر ...( ص ١٦٦)
- السيد عبد الحسين شرف الدين رئيس المؤتمر كتب مذكراته بعد سنوات من عقده . من هنا تستنتج المؤلفة ان الاختصار في الرواية كان سمة اساسية في رواية محمد جابر ، كما لدى اعلام الثقافة في جبل عامل الذين " يبذلون جهدا متناغما لاعادة كتابة الاحداث التي تمحورت حول مؤتمر وادي الحجير ، اقرارا منهم بحساسية القرارات المتخذة اثناءه وبخاصة بعد ما نتج عنها من محرقة عين ابل. وبعدما بات الواقع السياسي الجديد لجبل عامل جزءا من الدولة اللبنانية ، بحيث بات محو تلك الوصمة من سجل الجماعة مهمة ملحة . لذا كان شبه الاجماع العاملي على تغيير الحقائق ،مع انه ليس بالامر السهل اعادة تركيب الاحداث التي ادت الى انعقاد المؤتمر واحاطت بنتائجه. " كما تقول ( المرجع نفسه ص ١٦٥- ٦٦) .
وما يدهش في تأكيد هذا العرض الصادم بحقيقته وبما ينطوي عليه من مأساة تاريخية هو ان مقدم كتاب تمارا شلبي هذا الذي نحن بصدد الاعتماد على مضمونه في عرض موضوعنا ما هو الا المؤرخ العاملي المعروف بأبحاثه الرصينة ، عنيت به الدكتور منذر محمود جابر صاحب ابرز اطروحة جامعية في موضوع مؤتمر الحجير. مما يضفي على عرض المؤرخة تمارا شلبي مصداقية اضافية على مضمون ما اوردته بخصوص محرقة عين ابل.
جزء ١
ويتبع جزء ٢

ج- ت خريش