كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com
Affichage des articles dont le libellé est collapsologie. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est collapsologie. Afficher tous les articles

mercredi 21 août 2019

انهيار حضارة أم نهاية عالم؟ شروط البقاء

انهيار حضارة أم نهاية عالم؟ شروط البقاء 
أمام ما يسود حاليا في لبنان من مشهد يبدو متقهقرا ومائلا الى التشاؤم على كل صعيد ، من الاقتصاد إلى الأمن والسياسة ، وفي أجواء بيئية يسيطر عليها مشهد التلوث والفساد ، يقفز أمام المراقب للأحداث سؤال يتعدى الساحة اللبنانية إلى العالمية: هل نحن أمام انهيار حضاري؟ 
السؤال له مبرراته الوطنية والعالمية. ألم يقل ابن وطننا زينون الصوري ،بحدسه الرؤيوي منذ زمن طويل ( القرن الرابع ق. م) " انا مواطن عالمي" ؟ . اوليس كل ما يجري اليوم في العالم يبدو كأنه يجري على ساحة واحدة تعني الجميع ؟ 
إصداران في هذا المعنى، على الأقل، لفتا نظر المتابعين : كتاب الأكاديمي اللبناني الفرنسي أمين معلوف تحت عنوان : Naufrage des Civilisations, 
وعدد خاص من مجلة Science et vie:
THEORIE DE L'EFFONDREMENT. وترجمته علم الانهيار او التهافت الحضاري.
خلاصة المصدرين يدور حول السوءال: هل حضارتنا الحالية معرّضة للزوال؟ وما هي وسائل الخلاص اذا ما توفرت اسباب حسن الارادة والنوايا لدى الدول والمجتمعات البشرية الراهنة ؟ 
علماء آخرون عنونوا الموضوع ب : "Collapsologie" وترجمته علم الانهيار او التهافت الحضاري. قداسة البابا وصف الأرض ب " أمنا المريضةّ". 
لتقديم صورة قريبة منا يمكن تقديم المشهد الذي نعاينه حاليا في لبنان: تلوث بيئي، فساد سياسي، اقتصادي، تسيب امني في بعض المناطق،كثافة سكانية تفاقم من حدتها نسبة عالية من اللاجئين غير المسبوقة في العالم، فلتان حدود وجمارك، دويلات ورديغة...
- المؤرخ البيئي دانيال بيني من جامعة سيدني الاسترالية يقول بأن الانهيار الحضاري يمهد له انحدار خطير ومتواصل لدى السكان ، مقرون بتراجع ملموس في البنى الاجتماعية والتشرذم السياسي والتدهور التدريجي في الهيكليات السياسية. عن تداعي هذه العمليات ينشأ الفقر وارتفاع نسبة في الوفيات والأوبئة والمجاعة. يرافق ذلك تقهقر على كل صعيد. لا سيما في مجال نقل المعرفة والثقافة إلى الاجيال الصاعدة. ( المدارس الكاثوليكية ) مما يفقد التواصل بين الاجيال، ويؤدي إلى فقدان التراث والهوية ، والى أفراغ المناطق من سكانها الاصليين، كما يحدث في بعض مناطقنا اللبنانية. علامات الانهيار هذه تبدو مبرمجة احيانا، وطبيعية احيانا أخرى بسبب فقدان الوعي وثقافة الاستمرار.وبصورة عامة تبدو علامات الانهيار العالمية مائلة إلى عدم الرجوع، كما يظهر من قراءة مؤشرات المناخ وعوارض داء أمنا كوكب الارض، يضاف إليها عوارض القلق داخل مختلف مجتمعات عالمنا المعاصر. واهمها: النزعة العنصرية ، التقسيمية، العنفية الإرهابية. لا سيما إذا علمنا ان: 
١% من الاغنياء يستحوزون على ٢٧% من الثروة العالمية، تفاقم هذه الهوة من القدرة الهائلة على الاتصال والتواصل بفضل الوسائل الحديثة. يرى بعض العلماء أن من شأن هذه الوسائل العجيبة والجبارة أن تنبئ قبل فوات الأوان عن قرب وقوع الكارثة ، و بالتالي الإتاحة بتغييرات مسار الكارثة باتجاه حالة التوازن والاستقرار.
يمكن تطبيق هذه القاعدة الاستباقية ، ليس على وقوع الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية وحسب بل أيضا في مجالات الأمن والاقتصاد، وخاصة على المصارف المركزية. تكون المواجهة من داخل الأنظمة ، قبل فوات الاوان، من هنا يأتي دور الحكماء، العقلاء، الرأي العام العاقل والواعي للمخاطر. مواجهة تقوم على المبادئ الاساسية التالية: 
تشجيع التنوع - الحد من المواقف الرجعية، الأصولية- التشجيع على التغيير وإعادة التنظيم في مواضع، مع الحرص على احترام الحريات وصون الحياة، ما يعني خصوصا صون الحياة والتضحية بأمور من اجل انقاذ الكل.
ان البحث في التصدي والمقاومة لعوامل الانهيار تبدأ من إعادة النظر في فواتير المجتمعات والانظمة الاقتصادية والمالية والامنية، إذا أرادت الخروج من حالة الكارثة، وإحداث صدمات خلاصية ، من دون افقاد المجتمعات هويتها.
يجمع الباحثون على أن نهاية الحضارة ليست حتمية قدرية ، طالما يستعمل الانسان عقله وارادته الطيبة. لذلك بمقدور "علوم الانهيار" ( Collapsologie ) أن تقدم الشروط المطلوبة من أجل انطلاقة حضارية جديدة ، ولو بشق النفس.
- في الختام إذا أرادت الحضارة إلا تغرق في طوفان الزوال عليها أن تستفيد من قواعد علوم الاثار، التي تبين أن الشعوب التي نجحت في تأمين استمرار البقاء هي تلك التي عرفت :
- إتقان عمليات التواصل الاجتماعي فيما بين عناصرها، إلى إتقان مجالات الغذاء، وحماية مؤسسة الزواج والعائلة ، وتوفير أسباب الغذاء والحماية من المخاطر، والبناء والتجديد، وحماية الحياة واحترام حقوق الإنسان، بما فيها خصوصا حرية الأفراد والجماعات، علما ان القدرة على التجديد لا تتحصل في ظل ديموغرافيا ذات معدلات منخفضة .لذلك من اجل كل انطلاقة جديدة في اي حضارة او مجتمع متكامل لا بد من توفير حد ادنى من الديموغرافيا، والتنوع، إلى حد ادنى من احترام الحريات.




جوزف خريش، أمين سر لابورا