كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com
Affichage des articles dont le libellé est كامل الاسعد. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est كامل الاسعد. Afficher tous les articles

vendredi 5 mai 2017

سبعة وتسعون عاما على مجزرة عين ابل 1920


قرن كامل على  مجزرة عين ابل 1920 
بين ندم و غفران 

بعد ايام من وقوع المجزرة بتاريخ يوم الاربعاء الواقع فيه 5 ايار 1920 قال الزعيم اللبناني الشيعي كامل بك الاسعد عضو البرلمان العثماني:
"تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف   بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات " ، وأضاف  : " حقيقةً ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا من ممتلكاتهم وارواحهم ، لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وأدهى". 
راجع : Foreign Office 371/5120FF) 
الزمن هو صباح يوم الاربعاء الواقع فيه ٥ ايار ١٩٢٠، ساعات قليلة قبل هجوم عصابات جبل عامل وفلول الجيش العثماني على بلدة عين ابل المشهود لها يومذاك بحماستها لمشروع لبنان الكبير  ، خلافا للموقف الدي اتخده   معظم اهالي وفعاليات جبل عامل الذين كانوا قد اعلنوا ، قبل اسبوعين من ذلك ( السبت ٢٤ نيسان 1920 ) وخلال مؤتمر حافل عقدوه في وادي الحجير قريبا من مجرى الليطاني، رفضهم القاطع لهذا المشروع الموصوف بالفرنسي.
صباح ذلك اليوم  وصل الى النبطية الكولونيل نيجر ممثلا الجنرال غورو ،القائد الفرنسي لجيوش الحلفاء الذين كانوا قد هزموا قبل سنتين دولة بني عثمان الملقبة بالرجل  المريض . جاء نيحر الى النبطيه للاجتماع الى زعيم جبل عامل  كامل الاسعد ( الكبير)  العضو السابق في المجلس العثماني ، للنظر في مسألة تطبيق " مقررات مؤتمر سان ريمو"  القاضية بتطبيق الانتداب الفرنسي في كل من لبنان وسوريا ، وفي كيفية تحقيق  استتباب الامن في المنطقة . ولكن كيف يتحقق  ذلك في ظل استمرار وجود مقاومة وعصابات تقف في وجه هذا المشروع ؟ الوطنيون يستبعدون الطابع الطائفي للمشروع ، كما سوف يستبعدونه عن المجزرة  والاعتداءات المتعددة التي ارتكبت في عين ابل  وسواها من البلدات والقرى الجنوبية ، لا لأاسباب دينية او طائفية بل لأسباب محض وطنية وقومية ، بدليل ان شعار " التركي ولا بكركي  " لم يكن مصدره لا شيعيا ولا حتى اسلاميا. لا بل انه كان من بين مسشاري الامير فيصل رجال دين مسيحيون ( غريغوريوس حداد ) . كما كان مشتركا بين المقاومة والعصابات والمعارضة اجمالا شعار مأثور مفاده أنه لا يجوز انيبتلع جبل لبنان جبل عامل " او سواه من المناطق المجاورة لسوريا وفلسطين .
في هذا الاطار بدا وكأن مطالبة اهالي عين ابل بالانضمام الى "جبل لبنان" هي نوع من الكفر  أو الخروج عن الاجماع العاملي الوطني السوري العربي  ، مما اربك معظم التيارات العربية في بقايا الامبراطورية العثمانية المتطلعة  الى قيام دولة بديلة عربية يجتمع تحت لوائها جميع الطوائف بقيادة الامير فيصل سليل الاسرة النبوية , 
لذلك ما ان رشحت نتائج اللقاء بين الاسعد ونيجر في النبطية في صبيحة ذلك اليوم ، حتى تلقفتها سلبا عناصر العصابات ، مترجمة اياها في الوقت عينه هجوما على عين ابل ، وكأن اعلان نتائج ذلك اللقاءالمنقد في النبطية  قد شكّل  نوعا من " كلمة سر"  لأصحابه ولقادة العصابات  لأطلاق لحظة اعلان  الهجوم . 
هل كان نيجر يبحث في حينه عن ذريعة للقضاء على العصابات والمقاومة ، بعد  أشهر من ممارسة سياسة التراخي التي طالما مارستها او اتهمت بممارستها دولته حيال مرتكبي  التعديات غير المقبولة على الاهالي ، منذ ان دخلت قواتها الى المنطقة ،وكانت تلك الممارسات موضع احتجاج متكرر من الاهالي ، وقد عبّر عنها مرارا مطران صور للروم الكاثوليك مكسيموس الصايغ في برقياته الى الفرنسيين ،  وهل بدا للكولونيل نيجر انه  حان الوقت المناسب للتخلص من العصابات  ، مع ادراكه  المسبق  بما  قد يصدر عنها  من ردود فعل لن تستطيع القوات الفرنسية المحدودة العدد والعتاد  ان توقفها عند حدها  في المرحلة الاولى ؟ 
او هل كان الاسعد ، المعروف بسياسته المترددة امام سوريا والانكليز وفرنسا وطائفته الشيعية ، يفتش هو بدوره عن ذريعة لتحقيق اهدافه المتعددة  في الوقت نفسه ؟ ومن بينها  : 
1-التخلص من زعماء المقاومة والعصابات الذين باتوا ينافسونه على السلطة،
2- اسكات صوت اصدقاء فرنسا المنادين بلبنان كبير ، في مقابل تشجيع وضع جبل عامل  تحت الانتداب البريطاني لا الفرنسي، كما اعرب الاسعد عن ذلك  مرارا وفي اكثر من مناسبة، قبل اعلان الانتداب وبعده ،
3- ترقب مصير اصدقائه في  الادارة العثمانية المتلاشية  لاتخاذ الموقف المناسب من سياسة الامير فيصل عدو الاتراك وصديق الانكليز والاميركان استعدادا لمواجهة الاوضاع  المستجدة  ؟ 
هذه الاسئلة حول سياسة الزعيم الشيعي  المترددة واجههاعلى مشارف عين ابل يوم الاربعاء الواقع فيه ٥ ايار ٩٢٠ ١  المهاجمون المنتظمون في ثلاث مجموعات  مسلحة مدعومة من القيادة العربية في دمشق ، الاولى عند بركة كونين بزعامة بزي ( بنت جبيل ) وثانية من جهة يارون شرقا وعلى رأسها - يا للغرابة -  من كان اشد المؤيدين  للسياسة الاسعدية  ( طاهر ) ،والثالثة عند بركة مروحين او يارين   يتزعمها بزي وصادق حمزه ( من دبعال ) .
هناك احتمال اخر من الالتباس الناجم عن تلك السياسة المترددة بين الاسعد والفرنسيين : في اثناء ذلك الصباح بالذات آُشيع ان رسالة  ذات علاقة بلقاء النبطية المنعقد بين الاسعد ونيجر بعث بها  وجهاء بنت جبيل الى وجهاء  عين ابل تتضمن  تطمينا لهم ولاهالي بلدتهم ، وذلك انطلاقا من مبدأ حسن الجيرة والصداقة المتينة التي كانت قائمة بالفعل بين بعض العائلات من كلا البلدتين ، ارفقوها  برفع رايات بيض ووعد  بامان وسلام ، كان ذلك قبيل انقلاب الموقف بعد قليل بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ، حين انطلق الرصاص بكثافة مفاجئة من ناحية بركة كونين شمالا ثم يارون  شرقا وظهور تجمعات بشرية حاشدة من جهة الغرب قادمة من مروحين تبين لاحقا ان تجمعها لم يكن نتيجة صدفة بل عملية منسقة مسبقا بين بزي وحمزة وقبائل المنطقة التي كانت تتلقى اوامرها من دمشق . 

اسفر  لقاء النبطية بين الاسعد ونيجر عن خطة تضمنت نقطتين اساسيتين   : ١- اعلان رغبة الجنرال غورو عن تعيين  كامل الاسعد واحدا من بين  مستشاريه ، ٢- ضرورة تشكيل حرس وطني عاملي يكون من مهامه الاساسية نشر الامن في المنطقة ، وما يستتبع ذلك  من ضرورة لانهاء المقاومة العاملية وعلى رأسها وجوه مثل ادهم خنجر وصادق حمزه ومحمود الاحمد بزي ، الى عناصر من فلول الجيش العثماني المنهزم  ، بالاضافة الى زعماء قبائل الحوله وهونين وشبعا وجنوبي شرقي صور .
ولكن ما ان انتهى لقاء النبطية حتى كانت طلائع هذه العصابات تزحف على بلدة عين ابل "مثل الجراد " - كما قالت الام كليمانتين خياط الحلبية رئيسة دير الراهبات في عين ابل - من نقطتي انطلاق اتخذتهما  بالتنسيق في  ما بينها ، وربما بالتنسيق ايضا مع زعماء ووجوه يمكن اعتبارها  "مغلوبة على امرها "، لأنها كانت ذات سياسة مترددة ، "متذبذبة" ، بين قرار السلطة الجديدة في الدولة العربية الفيصلية وبين السلطة المنتدبة من قبل مجموعة الحلفاء المنتصرة  . 
هل ندم الاسعد على نتائج موقفه المتردد ، الذي استغله كل من خصومه في المقاومة والعصابات ، كما استغله مناصروه ( طاهر في يارون) ، ام انه لاذ  بسلوك  التقيّة" تعبيرا عن ندامة وشعور بالعار امام مشاهد الخراب والبربرية التي ارتكبها المعتدون من اهل ملته على بلدة مسيحية خالفت موقفه السياسي وموقف أكثرية ابناء جبل عامل في ما يتعلق بحدود لبنان الكبير والدفاع عنه بكل ما يستطيعون ؟ حاول العديد من  الاقلام والالسن ان يختلق الذرائع تجريما منها لأبناء هذه البلدة ، وتسويدا لصفحة اهلها ، وتبريرا لما اقترفه المعتدون  من جرائم  كان قد تفنن العثمانيون باقتراف مثيلها ( أعمال إبادة  = genocide  ) في تلك الحقبة من الزمن بحق الارمن والسريان في تركيا والعراق، كما يتفنن الداعشيون بارتكابه في ايامنا ، ولكنهم لم يفلحوا امام حقيقة الواقع الناصعة  وغربلة التاريخ . 
هل خاف كامل الاسعد من عاقبة الاحكام التي صدرت عن الحكومة الفرنسية بحق الذين تسببوا في مجزرة عين ابل  ( حوالي مائة شهيد وشهيدة معظمهم من الشيوخ والاطفال والنساء والمرضى والمعوقين  ) فهرب الى الارض الفلسطينية ليكون تحت حماية السلطة الانكليزية صديقة الامير فيصل لا الفرنسية صديقة لبنان  ؟ يبدو انه اعترف هناك بما تورط به  من عمل في التحريض على الثورة ، من غير ان يكون قد توقع نتائجها الكارثية على التعايش بين الطوائف ،ألامر الذي قد  لم يكن يرغب فيه  كما اشار لاحقا  في برقية  بعث بها الى نايف افندي  صبح في القدس  بتاريخ ١٨ ايار ١٩٢٠  ، وكان ذلك بعد اقل من مرور اسبوعين على مجزرة عين ابل في ٥/٥/١٩٢٠ - وهو يؤكد فيها انه لم يعط الامر بالهجوم على عين ابل ، وأنه لم يكن له كامل السيطرة على جبل عامل ليوقف المجزرة ، معبرا بذلك ربما عن خشيته المسبقة من الانتقام الفرنسي ضده كما ضد زعماء ووجوه ومشايخ جبل عامل ممن كانت تقع عليهم الشبهة من قريب او بعيد في ارتكاب المجزرة التي لم يكن يتوقع ننتائجها لا حجما  ولا بشاعة . لذلك جاء قوله بعد أيام من وقوع المجزرة  :
" تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات " ، وأضاف : " حقيقةً ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا من ممتلكاتهم وارواحهم لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وأدهى". ( راجع : Foreign Office 371/5120FF) . 
---------------------------------------------------------------------
 ١٩٢٠ اعتراف كامل بك الاسعد بالخطأ بعد وقوع مجزرة عين ابل

للتاريخ : اعتراف شيعي علني بالخطأ والشعور بالندامة على ما اقترفته ايدي العصابات بحق جيرانهم ابناء بلدة عين ابل في       ٥ ايار ١٩٢٠ .

(" في ١٨ ايار ١٩٢٠ وصلت برقية الى مقر القيادة البريطانية ( في القدس ) باسم كامل بك الاسعد تقول انه لم يعط الامر بالهجوم على عين ابل ، ولم يكن له سيطرة محكمة على جبل عامل ، ويعبر عن خشيته من الانتقام الفرنسي. مضيفا :
" تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات... حقيقة ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا ممتلكاتهم وارواحهم . لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وادهى" .)

- برقية من كامل بك الاسعد الى نايف افندي صبح ، القدس .

نقلا عن كتاب :" شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية"، تمارا الشلبي،تقديم منذر محمود جابر دار النهار ٢٠١٠ ، ص ١٧٤


Foreign Office 371 /5120 FF
-----------------------------------------------------------------------------------------

انصافا للتاريخ ينبغي القول بان الزعيم الجنوبي  لم يكن يُحسد على موقعه في الظروف التي عايشها ، الا انه برهن ، بعد ان استتبت الاوضاع في زمن الانتداب ، عن مرونة وواقعية وحكمة في معالجة  الامور عبّر عنها في أكثر من مناسبة من خلال علاقته بالسلطة الانتدابية، كما بمختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية ، مبرهنا من خلال السياسة التي انتهجها واورثها من ثم الى خلفائه ، من بعده من آل الاسعد ، بغض النظر عن سلبيات الاقطاع التقليدي ، ان شعوره ب " العار "  حيال ما جرى بحق عين ابل من جريمة نكراء  لم يكن عن خوف من العقاب الذي اتخذه الفرنسيون بحقه ، وبحق سواه من الوجهاء والمشايخ ،  بقدر ما  كان نتيجة لشعوره بندم  ، لا يعرف صدقه  الا الله . ليبقى كلامه وسياسته اللاحقة ، مع ذلك ، شهادة انسانية ووطنية ، أمام الله والتاريخ ، ولكي يكون اقراره  بالخطأ  امام هول المأساة تأكيدا منه لأرادة صادقة على وضع الخلافات بين ابناء الوطن الواحد وراءهم مهما كانت بالغة ومأسوية  . وقد لمس بالفعل لاحقا  نتائج هذا الندم مواطنو الاسعد المسيحيون الجنوبيون بأنفسهم ، وبخاصة ابناء عين ابل من بينهم ، وقد قابلوه هم أيضا بموقف اتسم بالغفران والمصالحة ، مترجمين أياه  بولاء وصداقة لم ينقطعا مع آل الاسعد ولا مع سواهم من القيادات والتيارات الجنوبية التقليدية اوالجديدة الصاعدة .

تحديث النص في 5-5-2017
لائحة بأسماء شهداء وشهيدات الخامس من ايار 1920 في عين ابل