كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com

mercredi 5 juillet 2017

إطلاق مشروع بناء مزار أم النور عين إبل

المطران الحاج ولجنة مزار أم النور-عين إبل وجمعية النورج 
أطلقوا مشروع بناء برج مزار أم النور – عين إبل
لمركز الكاثوليكي للإعلام – عقد راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج،  ولجنة مزار سيدة أم النور- عين إبل، وجمعية النورج، قبل ظهر يوم الأربعاء في المركز الكاثوليكي للإعلام،  مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أعلنوا خلاله عن “إطلاق مشروع بناء برج مزار أم النور – عين إبل”.   
شارك في المؤتمر إلى المطران شكرالله الحاج،  مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس بلدية عين إبل الأستاذ عماد للوس، رئيس جمعية النورج الدكتور فؤاد أبو ناضر، منسّق الحملة الإعلاميّة الأستاذ كلود حجّار. وبحضور خادم رعية البلدة الأب حنا سليمان، أعضاء وأهالي من بلدية عين إبل, وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
 أبو كسم
بداية رحب الخوري بالحاضرين وقال: “تحية كبيرة نوجهها باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام صاحب السيادة المطران مطر ولكل اللبنانيين الحاملين صورة العذراء في قلبهم وعلى صدرهم بمختلف إنتماءاتهم مسيحيين ومسلمين.  وفي المناسبة لبنان البلد الوحيد الذي يحتفل  بعيد العذراء مشترك بين المسيحيين والمسلمين يوم عيد البشارة 25 آذار، وهذه علامة فارقة تميّزه عن سائر بلدان العالم.”
تابع “تحن نطلق اليوم مشروع بناء برج مزار أم النور- عين إبل، بالإتكال على العناية الإلهية وعلى أمنا مريم العذارء، عشية تكريس لبنان “لقلب مريم الطاهر بفاطيما” ونطلب من رئيس اللجنة البطريركية لتكريس لبنان لقلبها المطران الحاج حمل هذه النية معه إلى البرتغال.”
وقال “إن هذا المشروع يا لبنانيين ويا خيرين هو مشروع غير مسيحي هو جسر عبور عام للطوائف لبلدة عريقة أسمها عين أبل. هي التي أعطت العظماء نذكر هنا البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش الذي ترك آثاراً في حلقة البطاركة الموارنة، والمطران مارون صادر. عين إبل الثقافة، هي ذخيرة في قلب هذا الوطن المقاوم على الحدود.”
وفي الختام ” أناشد الأشخاص المتمولين والقادرين عدم التأخر بالمساهمة، لأن هذا المشروع يساهم في تعزيز الوجود المسيحي في لبنان وفي الشرق، وأطلب من رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه برّي وضع يده في هذا المشروع من خلال مؤسسات الدولة، لأن هذا المشروع هو جسر عبور بين المسيحيين والمسلمين.  ونحن ككنيسة علينا الوقوف إلى جانب المشروع لتكون حلقة واحدة، ونشد أيدينا على أيدي بعض، وإنشاءالله  إطلاقة هذا المشروع تكون مباركة، فمن هنا أطلقنا سابقاً حملة التبرع لوضع تمثال مار مارون على بازيليك مار بطرس في الفاتيكان وتحقق،  واليوم أيضاً نطلق أهم مزار في الجنوب في عين إبل، وهذا نداء إلى الجميع للمساهمة قدر المستطاع ببركة أمنا مريم وبركة سيدنا يسوع المسيح.”
الحاج
المطران شكرالله نبيل الحاج قال:
رُبَّ سائل: لماذا هذا المزار الجديد للسيدة العذراء في أقصى الجنوب وبالتحديد في بلدة عين إبل الحدودية؟ ذلك لأسباب وأسباب أكتفي بسرد بعض منها:  أولاً، لأن العذراء مريم عرفت الجنوب اللبناني وهي عاشت فوق أرض هذا الشرق وعلى بعد كيلومترات من حيث، سيقام لها مزار باسم “إم النور”، وهي من خلال هذا المزار ستغني حضورها المميز بيننا، ولأنها بدون أدنى شك، كانت تقصد هذه المنطقة، مع ابنها يسوع، والرسل، أثناء حياتها الزمنية بيننا، ومازال ذكراها حيًا هنا.
تابع “إن مقاماتها المتعددة، والأسماء التي تحملها أراضينا، وقانا الجليل، وسيدة المنطرة في مغدوشة، ومقام ابنة عمران في القليلة، خير دليل على ذلك. مع العلم أن أول بازيليك في العالم على اسمها المبارك، وحالاً بعد ما سُمح رسمياً للمسيحيين ببناء الكنائس ودور العبادة، من خلال براءة ميلانو سنة 313، شيّدتها مدينة صور سنة 314، قبل كنيسة القيامية وقبل كنيسة المهد، هذه البازيليك أصبحت نموذجاً هندسياً لبناء الكنائس المسيحية فيما بعد. فمقام العذراء الجديد سيدخل حتمًا ضمن هذا التقليد العريق وهذه السلسلة الذهبية من مزارات العذراء المعروفة والمقصودة…
أضاف “وهذا المقام هو في الجنوب لأن أبناء الجنوب من مسلمين ومسيحيين، يكرمون العذراء مريم ويعتبرونها الأقرب إليهم، قهي إبنة منطقتهم، والأدرى بأحوالهم. وأعيادها منذ القدم، مساحة جميلة لجمعهم،أما القيم المريمية من وداعة وتواضع وحشمة ونخوة وضيافة وألفة ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف فهي من أهم الصفات التي يتحلون بها.”
وقال “هذا المقام هو في الجنوب على تقاطع طرقات لبنان وفلسطين، لأن سكان جنوب لبنان وشمالي فلسطين عاشوا بشراكة وتقاسم الأفراح والأحزان منذ القدم حتى أن الكثيرين من شمال فلسطين حيث عاشت العذراء، كانوا يقصدون جنوب لبنان وعين إبل بالتحديد للمشاركة فيما بعد في أعياد السيدة العذراء. “
تابع “ولأن للعذراء مريم مزارات كبرى ترتقي إلى العالمية وبقرب من الحدود الشرقية للبنان والحدود الشمالية وعلى مقربة من البحر على الحدود الغربية وبقيت وحدها الحدود الجنوبية بدون مزار يطمح بأن يكون عالمياً، لذلك، نرى الحاجة ماسة لهذه المحجة الجديدة على حدودنا التي عانت الأمرين ولكنها بقيت عنواناً للصمود المقاوم والتضحية الفادية والمحرّرة.”
أردف “بعد أن بارك صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الأرض التي سيشاد عليها “مزار ام النور”، وقد كان راعي الأبرشية مع كهنة البلدة، وأهالي عين إبل، واللجنة المكلّفة بذلك، قد اختاروا المكان واشتروا الواجب شراءه من الأرض، وبعد أن تبرع مهندسو الندوة الكتائبية، بوضع الخرائط الأولية للمشروع، بالتعاون مع مهندسين من البلدة، وبعد الاتصالات بشركات التنفيذ، والعديد من أصدقاء المشروع ومن بينهم مشاركين في هذا المؤتمر. وبما أننا بحاجة لصلوات المشاهدين والمستمعين ولكل محبّي العذراء للقيام بهذا المشروع الذي هو فوق طاقاتنا المادية لذلك أردنا اليوم، أن نطلّ على اللبنانيين والمشرقيين وجميع الخييرين في كل مكان راجين مساعدتهم.”
وقال “بعد أن تكرّس لبنان لقلب مريم الطاهر سنة 2013 على يد صاحب الغبطة وبحضور بطاركة وأساقفة من كل الطوائف، وبعد أن أصبح رسميا عيد البشارة عيدًا وطنيًا جامعًا لكل اللبنانيين، يأتي اليوم مزار إم النور في عين إبل، وغداً ان شاء الله مزار سيدة حرمون في كوكبا لتعزيز المساحات المريمية في لبنان والشرق وترسيخ العيش الواحد، ولتجذر القيم المريمية المشتركة في القلوب، قيم السلام والمحبة ونبذ التعصب والتفرقة وتعزيز الوحدة والتحلي بالوداعة واللطف وحسن الضيافة والتعلق بالأرض والتمسك بميراث الاباء والأجداد… من هنا الحاجة لهذا المقام.”
وختم سيادته “كما أنه أخيرا سيكون محطة مهمة على “درب المسيح” في الجنوب، المشروع الذي نضع اللمسات الأخيرة لإطلاقه مع أساقفة الجنوب والرابطة المارونية ولجنة المناطق فيها والكثيرين الكثيرين من المتعاونين معنا والمتحمسين له. إذ نشكر من الصميم المركز الكاثوليكي للإعلام الذي أتاح لنا الفرصة للإطلالة عليكم نتمنى لكم جميعا الخير كل الخير بشفاعة مريم ام النور وببركة الرب له المجد إلى الأبد آمين.”
للوس
بدوره تحدث الأستاذ عماد للوس عن المزار وقال:
“عين إبل هذه البلدة الجنوبية الرابضة على حفافي الوطن، المتجذرة ابدا في التاريخ تعيش اليوم عرساً وهي تتحضر للبدء باعمال البناء لإقامة مزار للسيدة العذراء ام النور.”
“هذا المزار أرادته عين إبل ان يكون على مستوى الوطن ورمزا للوجود المسيحي في الجنوب وجسراً للتلاقي بين الطوائف، وحافزاً لجميع اللبنانيين لكي يأتوا الى هذه المنطقة الجميلة من لبنان ويحجوا الى هذا المزار الجميل الذي هو في قلب بلاد البشارة وعلى مرمى حجر من الاراضي المقدسة التي وطأتها أقدام سيدنا يسوع المسيح.
تابع “يتألف المزار من الأقسام الرئيسية التالية: البرج  وهو عبارة عن ثلاث أعمدة ضخمة تنطلق بارتفاع 54 مترا بعلوه تمثال للعذراء مريم ام النور تحمل إبنها يسوع بارتفاع 14 مترا. ويتضمن هذا البرج في اساساته تحت الارض قاعة متعددة الاستعمالات تتسع ل 400 شخص. وكنيسة دائرية واجهتها زجاجية على مستوى  الارض تتسع لحوالي 150 شخص واستراحة رئيسة فوق الكنيسة ومصاعد وأدراج لصعود الزائرين الى أقدام العذراء.؛ مبنى يتضمن غرف للمنامة لاستقبال الاكليريكيين وسكن القيمين على إدارة المزار. وصالة اجتماعات ومكاتب للادارة؛ مبنى يتضمن كافتيريا وملحقاتها ومحلات لبيع التذكارات؛ مركز للدخول ومبنى للحرس؛ دورات مياه ومنتفعا؛ وحدائق واسوار”.
وأشار إلى “أن المشروع هو من تصميم المهندس بول ناكوزي وفريق عمله الذين قاموا بذلك بدون اي مقابل ، وقد استحصلنا على جميع الخرائط اللازمة والإذن بالمباشرة بالأعمال وتم التلزيم لشركة أبنية للبدء بالأعمال ونوه بالمساعدة والدعم الذي قدمه صاحب الشركة السيد مارون الحلو للمشروع، وقد استكملنا أعمال الحفر والمشروع جاهز الآن لأعمال البناء. وتقدر تكاليف المشروع حوالي المليونين ونصف المليون دولار ومدة الاعمال حوالي السنتين.”
أبو ناضر
ثم كانت كلمة د. فؤاد أبو ناضر جاء فيها: “تماشياً مع رسالة مؤسسة النورج  في  تثبيت الوجود والدور المسيحي في قراهم وتفاعلهم مع محيطهم والعمل بكل الوسائل لتأمين العيش لهم بأمان وحريّة وكرامة ومساوات.  تساهم مؤسسة النورج بالتعاون مع بلدية عين ابل ولجنة مزار سيدة أم النور  في العمل على انجاح هذا المشروع من خلال التنسيق فيما بين مجموعات العمل التقنيّة والاعلانيّة والماليّة.”
تابع “تعتبر المؤسسة أن لهذا المشروع أهميّة استراتيجية وذلك للاسباب التالية:
 1) تحفذّ مواطني المنطقة على التمسك بأراضيهم، وعلى استثمار  أملاكهم؛
2) يخلق هذا المشروع حوالي  خمسين فرصة عمل مباشرة وعشرات فرص العمل الغير مباشرة في عين أبل ورميش ودبل والقوزح؛
3) المساهمة في خلق سياحة دينيّة مما سيجلب آلاف الزائرين من المسيحيين والمسلمين على غرار ما نراه في سيدة حريصا، مار شربل، سيدة مغدوشة، سيدة بشوات…. التي أصبحت كلها مراكز تلاقي لمختلف الطوائف اللبنانية؛
 4) سيخلق هذا المشروع مناخاً ايجابياُ بين مختلف أبناء القرى المجاورة ويحفّذهم على التعايش الايجابي وللتعاون الاستثماري.”
حجار
وفي الختام تحدث السيد كلود حجار عن الحملة الإعلامية فقال:
عن طريق الشركتين التي أملك، ساقوم بحملة إعلامية وإعلانية، هدفها :
أولاً إلقاء الضوء على مشروع  بناء مزار “ام النور” وأهميته، للرأي العام اللبناني، من الناحية الدينية والسياحة الدينية في منطقة الجنوب اللبناني؛
وثانياً شرح فوائد المشروع على الصعيد الوطني.
تابع”الحملة تقوم على ثلاثة مراحل:
1) حملة إعلانية على التلفزيونات، الإذاعات ولوحات الطرقات الثابتة والمتحركة (Led screens)؛
 2) توزيع منشور يتتضمن شرحاًُ  كافياً عن المشروع لأكثر من 15000 شخصاً، بالاسم، ممّن يملكون الإمكانيات للمساهمة بالمشروع،  وسنضع عليه عنوان البريد الألكتروني بالاضافة الى رقم هاتف خليوي لتلقي اتصالات الراغبين بالمساعدة 7/7 ايام و 24/24 ساعة؛
3) سوف يقوم فريق العمل في شركتنا بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص مباشرة بغية البحث بإمكانية التعاون والمساهمة بالمشروع.”
وختم بالقول “الحملة بمراحلها الثلاث تمتد حتى آخر سنة 2017، وعلى ضوء النتائح التي نتوقع ونرجو ان تكون إيجابية ، تقرّر الخطوات اللاحقة.”

dimanche 28 mai 2017

Oum Pierre, de Aïn Ebel, est morte sans jamais avoir revu son fils, parti en Israël



L'Orient -Le jour - Patricia Khoder 27/05/2017



Eglises de Ainebel 


Depuis dix-sept ans, des milliers de familles attendent leurs bien-aimés partis en Israël avec le départ des soldats de l'État hébreu.

Patricia KHODER | OLJ
Il y a dix-sept ans, des milliers de Libanais ont quitté les nombreux villages de la bande frontalière vers Israël avec le retrait des soldats de l'État hébreu. Des hommes, des femmes et des enfants sont partis, craignant les représailles du Hezbollah. Ces Libanais appartiennent aux communautés chrétienne, druze et chiite. Certains d'entre eux sont rentrés au Liban et ont purgé diverses peines de prison, d'autres sont partis vers l'Australie, le Canada, l'Allemagne ou la Suède, alors que plusieurs milliers d'autres sont toujours en Israël, attendant une loi d'amnistie. Rien que pour le caza de Bint Jbeil, ils sont encore 2 500 Libanais à vivre en Israël depuis dix-sept ans. Leurs familles espèrent leur retour.


Le mouvement « Ils ont le droit de rentrer » (Hakkon Yerjaho) a effectué au cours de ces derniers mois des rencontres avec les leaders des partis chrétiens, proposant d'élaborer une loi d'amnistie et de la présenter au Parlement. Jusqu'à présent, rien de concret n'a été réalisé.



L'année dernière, L'Orient-Le Jour, dans le cadre d'une série d'articles sur le sujet, avait interviewé une femme de 92 ans. Oum Pierre, originaire de Aïn Ebel, voulait voir son fils, parti en Israël, avant de mourir. La semaine dernière, la nonagénaire est décédée. Elle attendait toujours le retour de Pierre.



Nous reproduisons ci-dessous des extraits de l'article publié en juillet dernier :

« Un peu plus loin dans le village, Oum Pierre se déplace devant sa terrasse à l'aide d'une canne. Sa peau est laiteuse, ses yeux sont verts, ses cheveux teints en roux foncé et ses cils fins et tatoués. Oum Pierre fut certainement une belle femme. Elle parle lentement et ne peut pas évoquer son fils, ancien militaire de l'Armée du Liban-Sud, âgé actuellement de 55 ans, sans pleurer. » « Quand les Israéliens ont évacué le Liban-Sud en mai 2000, je suis partie de l'autre côté de la frontière avec mon fils et sa famille. Je suis rentrée au bout d'un mois.
« Je pensais qu'il me suivrait bientôt, qu'il finirait par rentrer, qu'une solution serait trouvée... L'une de ses filles est rentrée au Liban il y a deux ans. Elle a épousé un homme du village. Elle vient souvent me voir.
« Quand le patriarche maronite est venu à Aïn Ebel en visite paroissiale, je lui ai dit de m'aider, en vain. J'ai frappé à toutes les portes, tout s'est fermé devant moi. Aucune promesse n'a été tenue. Je pense à mon fils à longueur de journée, comme je respire. J'ai 92 ans. Il ne me reste plus longtemps à vivre. Je veux juste voir mon fils avant de mourir. »


Pour mémoire

« Ils ont le droit de rentrer », un mouvement pour sensibiliser au retour les Libanais d'Israël
Les fleurs du bien de Zizi Jreidini et Nadine Maroun
À Rmeich, plus de 60 personnes toujours derrière la frontière
Au Liban-Sud, le terrible calvaire des parents qui attendent un impossible retour
Milia a vu ses parents pour la dernière fois en 2000 quand elle avait dix ans.


Envoyé de mon iPhone JTK

mardi 9 mai 2017

في الذكرى الثالثة والتسعين لمجزرة عين ابل le 5-5-2013 Discours prononce par Mr Tarek Matta

Bonjour de Ainebel,Kifkon ya shabeeb!!

رسالة سابقة 2013 Reedition
لنائب رئيس بلدية عين ابل السابق طارق متى
في الذكرى الثالثة والتسعين لمجزرة عين ابل
 1920-2013
"حيّ شـهيد العلى أكرم بـه بطلاً
لولاه من عاره لبنان ما غسلا "
 ( الشاعر والمربي العين ابلي يوسف حبوب)
أشكر رئيس البلدية الاستاذ فارووق بركات دياب والمجلس البلدي الكريم اللذين أتاحا لي الفرصة في هذا اليوم التاريخي لاخاطبكم فرداً فرداً مقيمين ومغتربين في كافة انحاء المعمورة.
أيها السيدات والسادة،
إخوتي وأخواتي أبناء عين ابل،
 ذكرى الخامس من آيار تعود الينا في عامها الثالث والتسعين، نحن أحفاد الشهداء والشهيدات رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً ناهز عددهم المائة، ولم يكن لهم من ذنب في تلك المجزرة إلاّ أنهم إختاروا لبنان الكبير مساحة لهم ولغيرهم في العيش الحر الكريم، في وطن ذي إستقلال وسيادة وحرية.
 ذكرى الخامس من آيار هي ذكرى من ضحّى وأبى ان يترك أرضه التي عاش عليها اجداده منذ قرون طويلة، ورووها بعرق الجبين، وتغذوا من ثمارها، واصبحت جزءاً منهم، كما وهم جزءاً منها، في علاقة جغرافية وروحية معاً.
 هذه الأرض التي تقدست بالدم والعرق، من يستطيع ان يسمح لنفسه اليوم بأن تتحّول الى سلعة في سوق التجارة. نقول هذا في وقت تراخت فيه نفوس البعض أمام شهوة المال، والإنحدار الى مستوى اعتبار الهيكل وقدسيته موضوعاً للمساومة أمام هذه الكنيسة، وأمام هذا الضريح المبارك، وما يحتوي كل منهما من معاني القداسة والشهادة، وهما في صلب إيماننا الكنسي والوطني، نريد أن نؤكد على الإلتزام بهذا الأمر الخطير، من خلال المبادىء التالية:
١- الارض امتداد للهوية والوجود وبالتالي لا مساومة عليها.
٢- الارض هي الأم والوطن وهي أمانة علينا ان نسلّمها كما إستلمناها الى أبنائنا.
٣٣- أرض عين ابل ارض مقدسة، وطئتها أقدام السيد المسيح مع أمه وتلاميذه، قادمين من الجليل الأدنى الى الجليل اللبناني حيث نقيم.
 لذلك نقول بالفم الملآن لا تعصباً، بل انطلاقاً من رؤية وقراءة واقعية لمفهوم الارض والتعايش في هذه المنطقة بالذات، بأن لدينا أكثر من داع وسبب الى التمسك بهذه الارض: طابعها المقدس، ارتواؤها بدم الشهداء الذي نحي ذكراهم اليوم، مدرسة التضحية والفداء، والمحبة، بما فيها خصوصاً محبة الاعداء التي اوصان بها المعلم الالهي في امثولته على الصليب، لقد علّمنا أن المحبة أقوى من العنف والانتقام،
علّمنا أن كلّ انسان هو أخ لنا وبخاصة الفقير والمهمش والمريض والمضطهد والغريب والمهّجر.
 على هذا الاساس نحن الأبناء الأصيلون والأصليون لهذه الأرض الطيبة. وكم نتمنى أن يرتقي الجميع الى مستوى المواطنية الحقيقية ومحبة الوطن.
 نحن أبناء هذه الارض منذ بزوغ فجر الحضارة " البرهان لوحة الدوير مع شكر يوسف خليل خريش و يوسف توفيق خريش، ومن الخطأ أعتبار الأبناء أقلية، او طارئين في حين كلّنا غرباء على وجه هذه الارض العابرة.
 لنا فيها بصمات أجدادنا ورموزهم الثقافية والفكرية والدينية مطبوعة على صخورها وبقايا هياكلها في المعالم الأثرية في الدوير وشلعبون وكفرسيفا وشرتا وكوره وخلة المستي وقبر النصراني والبرك والينابيع وغيرها.
أن بيئة عين ابل هي وحدة متكاملة كلها مقدسة ومباركة لا يجوز التفريط بأي نوع من أنواعها.
 هذه هي رسالتي اليكم في هذه المناسبة التي نستعيد بها ذكرى شهدائنا، حيث تتلاقى معاني التضحية والغذاء مع معاني المحبة والوفاء. الوفاء للذين سبقونا وبذلوا دمائهم في سبيل بقائنا، والمحبة لذين سيأتون من بعدنا في سبيل مواصلة المصالحة والسلام في هذه المنطقة المجروحة من العالم، التي ما زالت تنزف شهداء من أجل لبنان ومهجرين تشتتوا في اصقاع المعمورة ومبعدين قسراً عن أهلهم وبيوتهم ظلماً وعدواناً وانتهاكاً على ابسط حقوق الانسان.
 لتحيا عين ابل وليحيا لبنان

vendredi 5 mai 2017

سبعة وتسعون عاما على مجزرة عين ابل 1920


قرن كامل على  مجزرة عين ابل 1920 
بين ندم و غفران 

بعد ايام من وقوع المجزرة بتاريخ يوم الاربعاء الواقع فيه 5 ايار 1920 قال الزعيم اللبناني الشيعي كامل بك الاسعد عضو البرلمان العثماني:
"تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف   بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات " ، وأضاف  : " حقيقةً ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا من ممتلكاتهم وارواحهم ، لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وأدهى". 
راجع : Foreign Office 371/5120FF) 
الزمن هو صباح يوم الاربعاء الواقع فيه ٥ ايار ١٩٢٠، ساعات قليلة قبل هجوم عصابات جبل عامل وفلول الجيش العثماني على بلدة عين ابل المشهود لها يومذاك بحماستها لمشروع لبنان الكبير  ، خلافا للموقف الدي اتخده   معظم اهالي وفعاليات جبل عامل الذين كانوا قد اعلنوا ، قبل اسبوعين من ذلك ( السبت ٢٤ نيسان 1920 ) وخلال مؤتمر حافل عقدوه في وادي الحجير قريبا من مجرى الليطاني، رفضهم القاطع لهذا المشروع الموصوف بالفرنسي.
صباح ذلك اليوم  وصل الى النبطية الكولونيل نيجر ممثلا الجنرال غورو ،القائد الفرنسي لجيوش الحلفاء الذين كانوا قد هزموا قبل سنتين دولة بني عثمان الملقبة بالرجل  المريض . جاء نيحر الى النبطيه للاجتماع الى زعيم جبل عامل  كامل الاسعد ( الكبير)  العضو السابق في المجلس العثماني ، للنظر في مسألة تطبيق " مقررات مؤتمر سان ريمو"  القاضية بتطبيق الانتداب الفرنسي في كل من لبنان وسوريا ، وفي كيفية تحقيق  استتباب الامن في المنطقة . ولكن كيف يتحقق  ذلك في ظل استمرار وجود مقاومة وعصابات تقف في وجه هذا المشروع ؟ الوطنيون يستبعدون الطابع الطائفي للمشروع ، كما سوف يستبعدونه عن المجزرة  والاعتداءات المتعددة التي ارتكبت في عين ابل  وسواها من البلدات والقرى الجنوبية ، لا لأاسباب دينية او طائفية بل لأسباب محض وطنية وقومية ، بدليل ان شعار " التركي ولا بكركي  " لم يكن مصدره لا شيعيا ولا حتى اسلاميا. لا بل انه كان من بين مسشاري الامير فيصل رجال دين مسيحيون ( غريغوريوس حداد ) . كما كان مشتركا بين المقاومة والعصابات والمعارضة اجمالا شعار مأثور مفاده أنه لا يجوز انيبتلع جبل لبنان جبل عامل " او سواه من المناطق المجاورة لسوريا وفلسطين .
في هذا الاطار بدا وكأن مطالبة اهالي عين ابل بالانضمام الى "جبل لبنان" هي نوع من الكفر  أو الخروج عن الاجماع العاملي الوطني السوري العربي  ، مما اربك معظم التيارات العربية في بقايا الامبراطورية العثمانية المتطلعة  الى قيام دولة بديلة عربية يجتمع تحت لوائها جميع الطوائف بقيادة الامير فيصل سليل الاسرة النبوية , 
لذلك ما ان رشحت نتائج اللقاء بين الاسعد ونيجر في النبطية في صبيحة ذلك اليوم ، حتى تلقفتها سلبا عناصر العصابات ، مترجمة اياها في الوقت عينه هجوما على عين ابل ، وكأن اعلان نتائج ذلك اللقاءالمنقد في النبطية  قد شكّل  نوعا من " كلمة سر"  لأصحابه ولقادة العصابات  لأطلاق لحظة اعلان  الهجوم . 
هل كان نيجر يبحث في حينه عن ذريعة للقضاء على العصابات والمقاومة ، بعد  أشهر من ممارسة سياسة التراخي التي طالما مارستها او اتهمت بممارستها دولته حيال مرتكبي  التعديات غير المقبولة على الاهالي ، منذ ان دخلت قواتها الى المنطقة ،وكانت تلك الممارسات موضع احتجاج متكرر من الاهالي ، وقد عبّر عنها مرارا مطران صور للروم الكاثوليك مكسيموس الصايغ في برقياته الى الفرنسيين ،  وهل بدا للكولونيل نيجر انه  حان الوقت المناسب للتخلص من العصابات  ، مع ادراكه  المسبق  بما  قد يصدر عنها  من ردود فعل لن تستطيع القوات الفرنسية المحدودة العدد والعتاد  ان توقفها عند حدها  في المرحلة الاولى ؟ 
او هل كان الاسعد ، المعروف بسياسته المترددة امام سوريا والانكليز وفرنسا وطائفته الشيعية ، يفتش هو بدوره عن ذريعة لتحقيق اهدافه المتعددة  في الوقت نفسه ؟ ومن بينها  : 
1-التخلص من زعماء المقاومة والعصابات الذين باتوا ينافسونه على السلطة،
2- اسكات صوت اصدقاء فرنسا المنادين بلبنان كبير ، في مقابل تشجيع وضع جبل عامل  تحت الانتداب البريطاني لا الفرنسي، كما اعرب الاسعد عن ذلك  مرارا وفي اكثر من مناسبة، قبل اعلان الانتداب وبعده ،
3- ترقب مصير اصدقائه في  الادارة العثمانية المتلاشية  لاتخاذ الموقف المناسب من سياسة الامير فيصل عدو الاتراك وصديق الانكليز والاميركان استعدادا لمواجهة الاوضاع  المستجدة  ؟ 
هذه الاسئلة حول سياسة الزعيم الشيعي  المترددة واجههاعلى مشارف عين ابل يوم الاربعاء الواقع فيه ٥ ايار ٩٢٠ ١  المهاجمون المنتظمون في ثلاث مجموعات  مسلحة مدعومة من القيادة العربية في دمشق ، الاولى عند بركة كونين بزعامة بزي ( بنت جبيل ) وثانية من جهة يارون شرقا وعلى رأسها - يا للغرابة -  من كان اشد المؤيدين  للسياسة الاسعدية  ( طاهر ) ،والثالثة عند بركة مروحين او يارين   يتزعمها بزي وصادق حمزه ( من دبعال ) .
هناك احتمال اخر من الالتباس الناجم عن تلك السياسة المترددة بين الاسعد والفرنسيين : في اثناء ذلك الصباح بالذات آُشيع ان رسالة  ذات علاقة بلقاء النبطية المنعقد بين الاسعد ونيجر بعث بها  وجهاء بنت جبيل الى وجهاء  عين ابل تتضمن  تطمينا لهم ولاهالي بلدتهم ، وذلك انطلاقا من مبدأ حسن الجيرة والصداقة المتينة التي كانت قائمة بالفعل بين بعض العائلات من كلا البلدتين ، ارفقوها  برفع رايات بيض ووعد  بامان وسلام ، كان ذلك قبيل انقلاب الموقف بعد قليل بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ، حين انطلق الرصاص بكثافة مفاجئة من ناحية بركة كونين شمالا ثم يارون  شرقا وظهور تجمعات بشرية حاشدة من جهة الغرب قادمة من مروحين تبين لاحقا ان تجمعها لم يكن نتيجة صدفة بل عملية منسقة مسبقا بين بزي وحمزة وقبائل المنطقة التي كانت تتلقى اوامرها من دمشق . 

اسفر  لقاء النبطية بين الاسعد ونيجر عن خطة تضمنت نقطتين اساسيتين   : ١- اعلان رغبة الجنرال غورو عن تعيين  كامل الاسعد واحدا من بين  مستشاريه ، ٢- ضرورة تشكيل حرس وطني عاملي يكون من مهامه الاساسية نشر الامن في المنطقة ، وما يستتبع ذلك  من ضرورة لانهاء المقاومة العاملية وعلى رأسها وجوه مثل ادهم خنجر وصادق حمزه ومحمود الاحمد بزي ، الى عناصر من فلول الجيش العثماني المنهزم  ، بالاضافة الى زعماء قبائل الحوله وهونين وشبعا وجنوبي شرقي صور .
ولكن ما ان انتهى لقاء النبطية حتى كانت طلائع هذه العصابات تزحف على بلدة عين ابل "مثل الجراد " - كما قالت الام كليمانتين خياط الحلبية رئيسة دير الراهبات في عين ابل - من نقطتي انطلاق اتخذتهما  بالتنسيق في  ما بينها ، وربما بالتنسيق ايضا مع زعماء ووجوه يمكن اعتبارها  "مغلوبة على امرها "، لأنها كانت ذات سياسة مترددة ، "متذبذبة" ، بين قرار السلطة الجديدة في الدولة العربية الفيصلية وبين السلطة المنتدبة من قبل مجموعة الحلفاء المنتصرة  . 
هل ندم الاسعد على نتائج موقفه المتردد ، الذي استغله كل من خصومه في المقاومة والعصابات ، كما استغله مناصروه ( طاهر في يارون) ، ام انه لاذ  بسلوك  التقيّة" تعبيرا عن ندامة وشعور بالعار امام مشاهد الخراب والبربرية التي ارتكبها المعتدون من اهل ملته على بلدة مسيحية خالفت موقفه السياسي وموقف أكثرية ابناء جبل عامل في ما يتعلق بحدود لبنان الكبير والدفاع عنه بكل ما يستطيعون ؟ حاول العديد من  الاقلام والالسن ان يختلق الذرائع تجريما منها لأبناء هذه البلدة ، وتسويدا لصفحة اهلها ، وتبريرا لما اقترفه المعتدون  من جرائم  كان قد تفنن العثمانيون باقتراف مثيلها ( أعمال إبادة  = genocide  ) في تلك الحقبة من الزمن بحق الارمن والسريان في تركيا والعراق، كما يتفنن الداعشيون بارتكابه في ايامنا ، ولكنهم لم يفلحوا امام حقيقة الواقع الناصعة  وغربلة التاريخ . 
هل خاف كامل الاسعد من عاقبة الاحكام التي صدرت عن الحكومة الفرنسية بحق الذين تسببوا في مجزرة عين ابل  ( حوالي مائة شهيد وشهيدة معظمهم من الشيوخ والاطفال والنساء والمرضى والمعوقين  ) فهرب الى الارض الفلسطينية ليكون تحت حماية السلطة الانكليزية صديقة الامير فيصل لا الفرنسية صديقة لبنان  ؟ يبدو انه اعترف هناك بما تورط به  من عمل في التحريض على الثورة ، من غير ان يكون قد توقع نتائجها الكارثية على التعايش بين الطوائف ،ألامر الذي قد  لم يكن يرغب فيه  كما اشار لاحقا  في برقية  بعث بها الى نايف افندي  صبح في القدس  بتاريخ ١٨ ايار ١٩٢٠  ، وكان ذلك بعد اقل من مرور اسبوعين على مجزرة عين ابل في ٥/٥/١٩٢٠ - وهو يؤكد فيها انه لم يعط الامر بالهجوم على عين ابل ، وأنه لم يكن له كامل السيطرة على جبل عامل ليوقف المجزرة ، معبرا بذلك ربما عن خشيته المسبقة من الانتقام الفرنسي ضده كما ضد زعماء ووجوه ومشايخ جبل عامل ممن كانت تقع عليهم الشبهة من قريب او بعيد في ارتكاب المجزرة التي لم يكن يتوقع ننتائجها لا حجما  ولا بشاعة . لذلك جاء قوله بعد أيام من وقوع المجزرة  :
" تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات " ، وأضاف : " حقيقةً ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا من ممتلكاتهم وارواحهم لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وأدهى". ( راجع : Foreign Office 371/5120FF) . 
---------------------------------------------------------------------
 ١٩٢٠ اعتراف كامل بك الاسعد بالخطأ بعد وقوع مجزرة عين ابل

للتاريخ : اعتراف شيعي علني بالخطأ والشعور بالندامة على ما اقترفته ايدي العصابات بحق جيرانهم ابناء بلدة عين ابل في       ٥ ايار ١٩٢٠ .

(" في ١٨ ايار ١٩٢٠ وصلت برقية الى مقر القيادة البريطانية ( في القدس ) باسم كامل بك الاسعد تقول انه لم يعط الامر بالهجوم على عين ابل ، ولم يكن له سيطرة محكمة على جبل عامل ، ويعبر عن خشيته من الانتقام الفرنسي. مضيفا :
" تأكدوا ان المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم الى الابد مع الاعمال المجرمة التي قام بها ضد الانسانية والشرف بعض المجرمين الذين اتفقوا مع عصابات... حقيقة ان اهالي عين ابل وجوارها قد فقدوا ممتلكاتهم وارواحهم . لكن خسارة الطائفة الشيعية لشرفها هو اعظم وادهى" .)

- برقية من كامل بك الاسعد الى نايف افندي صبح ، القدس .

نقلا عن كتاب :" شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية"، تمارا الشلبي،تقديم منذر محمود جابر دار النهار ٢٠١٠ ، ص ١٧٤


Foreign Office 371 /5120 FF
-----------------------------------------------------------------------------------------

انصافا للتاريخ ينبغي القول بان الزعيم الجنوبي  لم يكن يُحسد على موقعه في الظروف التي عايشها ، الا انه برهن ، بعد ان استتبت الاوضاع في زمن الانتداب ، عن مرونة وواقعية وحكمة في معالجة  الامور عبّر عنها في أكثر من مناسبة من خلال علاقته بالسلطة الانتدابية، كما بمختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية ، مبرهنا من خلال السياسة التي انتهجها واورثها من ثم الى خلفائه ، من بعده من آل الاسعد ، بغض النظر عن سلبيات الاقطاع التقليدي ، ان شعوره ب " العار "  حيال ما جرى بحق عين ابل من جريمة نكراء  لم يكن عن خوف من العقاب الذي اتخذه الفرنسيون بحقه ، وبحق سواه من الوجهاء والمشايخ ،  بقدر ما  كان نتيجة لشعوره بندم  ، لا يعرف صدقه  الا الله . ليبقى كلامه وسياسته اللاحقة ، مع ذلك ، شهادة انسانية ووطنية ، أمام الله والتاريخ ، ولكي يكون اقراره  بالخطأ  امام هول المأساة تأكيدا منه لأرادة صادقة على وضع الخلافات بين ابناء الوطن الواحد وراءهم مهما كانت بالغة ومأسوية  . وقد لمس بالفعل لاحقا  نتائج هذا الندم مواطنو الاسعد المسيحيون الجنوبيون بأنفسهم ، وبخاصة ابناء عين ابل من بينهم ، وقد قابلوه هم أيضا بموقف اتسم بالغفران والمصالحة ، مترجمين أياه  بولاء وصداقة لم ينقطعا مع آل الاسعد ولا مع سواهم من القيادات والتيارات الجنوبية التقليدية اوالجديدة الصاعدة .

تحديث النص في 5-5-2017
لائحة بأسماء شهداء وشهيدات الخامس من ايار 1920 في عين ابل