كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com

mercredi 21 août 2019

انهيار حضارة أم نهاية عالم؟ شروط البقاء

انهيار حضارة أم نهاية عالم؟ شروط البقاء 
أمام ما يسود حاليا في لبنان من مشهد يبدو متقهقرا ومائلا الى التشاؤم على كل صعيد ، من الاقتصاد إلى الأمن والسياسة ، وفي أجواء بيئية يسيطر عليها مشهد التلوث والفساد ، يقفز أمام المراقب للأحداث سؤال يتعدى الساحة اللبنانية إلى العالمية: هل نحن أمام انهيار حضاري؟ 
السؤال له مبرراته الوطنية والعالمية. ألم يقل ابن وطننا زينون الصوري ،بحدسه الرؤيوي منذ زمن طويل ( القرن الرابع ق. م) " انا مواطن عالمي" ؟ . اوليس كل ما يجري اليوم في العالم يبدو كأنه يجري على ساحة واحدة تعني الجميع ؟ 
إصداران في هذا المعنى، على الأقل، لفتا نظر المتابعين : كتاب الأكاديمي اللبناني الفرنسي أمين معلوف تحت عنوان : Naufrage des Civilisations, 
وعدد خاص من مجلة Science et vie:
THEORIE DE L'EFFONDREMENT. وترجمته علم الانهيار او التهافت الحضاري.
خلاصة المصدرين يدور حول السوءال: هل حضارتنا الحالية معرّضة للزوال؟ وما هي وسائل الخلاص اذا ما توفرت اسباب حسن الارادة والنوايا لدى الدول والمجتمعات البشرية الراهنة ؟ 
علماء آخرون عنونوا الموضوع ب : "Collapsologie" وترجمته علم الانهيار او التهافت الحضاري. قداسة البابا وصف الأرض ب " أمنا المريضةّ". 
لتقديم صورة قريبة منا يمكن تقديم المشهد الذي نعاينه حاليا في لبنان: تلوث بيئي، فساد سياسي، اقتصادي، تسيب امني في بعض المناطق،كثافة سكانية تفاقم من حدتها نسبة عالية من اللاجئين غير المسبوقة في العالم، فلتان حدود وجمارك، دويلات ورديغة...
- المؤرخ البيئي دانيال بيني من جامعة سيدني الاسترالية يقول بأن الانهيار الحضاري يمهد له انحدار خطير ومتواصل لدى السكان ، مقرون بتراجع ملموس في البنى الاجتماعية والتشرذم السياسي والتدهور التدريجي في الهيكليات السياسية. عن تداعي هذه العمليات ينشأ الفقر وارتفاع نسبة في الوفيات والأوبئة والمجاعة. يرافق ذلك تقهقر على كل صعيد. لا سيما في مجال نقل المعرفة والثقافة إلى الاجيال الصاعدة. ( المدارس الكاثوليكية ) مما يفقد التواصل بين الاجيال، ويؤدي إلى فقدان التراث والهوية ، والى أفراغ المناطق من سكانها الاصليين، كما يحدث في بعض مناطقنا اللبنانية. علامات الانهيار هذه تبدو مبرمجة احيانا، وطبيعية احيانا أخرى بسبب فقدان الوعي وثقافة الاستمرار.وبصورة عامة تبدو علامات الانهيار العالمية مائلة إلى عدم الرجوع، كما يظهر من قراءة مؤشرات المناخ وعوارض داء أمنا كوكب الارض، يضاف إليها عوارض القلق داخل مختلف مجتمعات عالمنا المعاصر. واهمها: النزعة العنصرية ، التقسيمية، العنفية الإرهابية. لا سيما إذا علمنا ان: 
١% من الاغنياء يستحوزون على ٢٧% من الثروة العالمية، تفاقم هذه الهوة من القدرة الهائلة على الاتصال والتواصل بفضل الوسائل الحديثة. يرى بعض العلماء أن من شأن هذه الوسائل العجيبة والجبارة أن تنبئ قبل فوات الأوان عن قرب وقوع الكارثة ، و بالتالي الإتاحة بتغييرات مسار الكارثة باتجاه حالة التوازن والاستقرار.
يمكن تطبيق هذه القاعدة الاستباقية ، ليس على وقوع الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية وحسب بل أيضا في مجالات الأمن والاقتصاد، وخاصة على المصارف المركزية. تكون المواجهة من داخل الأنظمة ، قبل فوات الاوان، من هنا يأتي دور الحكماء، العقلاء، الرأي العام العاقل والواعي للمخاطر. مواجهة تقوم على المبادئ الاساسية التالية: 
تشجيع التنوع - الحد من المواقف الرجعية، الأصولية- التشجيع على التغيير وإعادة التنظيم في مواضع، مع الحرص على احترام الحريات وصون الحياة، ما يعني خصوصا صون الحياة والتضحية بأمور من اجل انقاذ الكل.
ان البحث في التصدي والمقاومة لعوامل الانهيار تبدأ من إعادة النظر في فواتير المجتمعات والانظمة الاقتصادية والمالية والامنية، إذا أرادت الخروج من حالة الكارثة، وإحداث صدمات خلاصية ، من دون افقاد المجتمعات هويتها.
يجمع الباحثون على أن نهاية الحضارة ليست حتمية قدرية ، طالما يستعمل الانسان عقله وارادته الطيبة. لذلك بمقدور "علوم الانهيار" ( Collapsologie ) أن تقدم الشروط المطلوبة من أجل انطلاقة حضارية جديدة ، ولو بشق النفس.
- في الختام إذا أرادت الحضارة إلا تغرق في طوفان الزوال عليها أن تستفيد من قواعد علوم الاثار، التي تبين أن الشعوب التي نجحت في تأمين استمرار البقاء هي تلك التي عرفت :
- إتقان عمليات التواصل الاجتماعي فيما بين عناصرها، إلى إتقان مجالات الغذاء، وحماية مؤسسة الزواج والعائلة ، وتوفير أسباب الغذاء والحماية من المخاطر، والبناء والتجديد، وحماية الحياة واحترام حقوق الإنسان، بما فيها خصوصا حرية الأفراد والجماعات، علما ان القدرة على التجديد لا تتحصل في ظل ديموغرافيا ذات معدلات منخفضة .لذلك من اجل كل انطلاقة جديدة في اي حضارة او مجتمع متكامل لا بد من توفير حد ادنى من الديموغرافيا، والتنوع، إلى حد ادنى من احترام الحريات.




جوزف خريش، أمين سر لابورا

mardi 26 mars 2019

DOCUMENTS HISTORIQUES SUR LE MASSACRE DE AINEBEL 1920

DOCUMENTS HISTORIQUES SUR LE MASSACRE DE AINEBEL 1920





مذبحة عين ابل في الخامس من ايار 1920 - بحث جامعي - للاب ايلي خويري


في ما يلي بحث جامعي أعده الاب ايلي خويري في اطار دراسته في جامعة الروح القدس الكسليك سنة 2016 ، نثبتها على هذا الموقع لتمكين الاصدقاء من العودة الى قراءتها في مناسبة مرور المئوية الاولى على ولادة لبنان الكبير ، والاضاءة على حدث كان له اثره الكبير في تلك الظروف التاريخية المصيرية .

"إن البطريركيّة المارونيّة تدعو الجميع إلى التمعّن بطبيعة هذا الوطن، الذي يولد ويتطور باستمرار من تجربته التاريخية الطويلة في العيش معًا. وفعل الإيمان هذا يعني أن الكنيسة تنظر بواقعية، ولكن برجاء أيضا، إلى المستقبل، على رغم الأزمات التي لم يخل يومًا منها تاريخنا، وقد استفدنا من معظمها في السابق لبلورة هويتنا الوطنية. "
بهذه الكلمات المليئة بالرجاء والواقعيّة، نستعدّ للإحتفال بالمئويّة الأولى على إعلان قيام "لبنان الكبير" في الأوّل من أيلول 2020.  وولادة وطننا - الكبير رغم صغره - سبقها مخاض كان لا بدّ منه. وهذا المخاض الدمويّ الذي دفع ثمنه مَن آمن بقضيّة الوطن، هو نفسه يحرّك الوطنيّين إلى يومنا، ليبقى لبنانهم الكبير كبيرًا.
أهل عين إبل الجنوبيّة هم من بين الكثر الذين اندفعوا لمشروع الدولة وناضلوا في سبيله باذلين دماء أعناقهم. نستذكر في هذا المقال بسالتهم التي دفعتهم في الخامس من أيّار 1920 إلى تقديم عشرات الأبطال والضحايا على مذبح الوطن، قبيل أن يولد الوطن. 
يرغب الكثر في تناسي أخبار كهذه، خوفًا من تجييش الناس ومن إشعال البغض والحقد بين أبناء الوطن الواحد بسبب أحداث لم يعايشوها بل سمعوا أخبارها من أجدادهم الذين سردوها على مسامعهم من وجهة نظر قد تنقصها بعض الموضوعيّة.
والحال أنّ المصالحة لا تتمّ بتجاهل التاريخ وتناسيه، بل بشفاء ذكرياته وبالإعتبار من أحداثه.
من هنا لا بدّ بدايةً من التنويه بهدف هذا المقال، ألا وهو التشديد على وحدة الوطن وأبنائه، وعلى خطورة التقوقع والرفضيّة، وعلى إلزاميّة الشراكة بين مختلف انتماءات اللبنانيّين. 

I. مصادر الدراسة.
حاول المقال اعتماد المنهجيّة العلميّة الموضوعيّة قدر المستطاع، مستندًا إلى المصادر والوثائق التي لا يُكتب التاريخ بدونها. وقد جمع هذه المصادر مشكوران كلّ من الاستاذ جوزف خريش والسيد مروان إندراوس، وسهَّلا البحث من خلال تنسيقها ونشرها عبر الإنترنت. فلهما كلّ الشكر والتقدير على العمل الجبّار الذي قام به كلّ منهما.
المصادر المطبوعة التي تناولت مجزرة عين إبل 1920 قليلة، أبرزها شهادة الأمّ كليمنتين خيّاط الحلبيّة، رئيسة دير راهبات القلبين الأقدسين في عين إبل، وقد نُشِرَت في مجلّة المشرق . بالإضافة إلى تقارير ومقالات متفرّقة نشرت في صحف ومجلاّت محلّيّة وعالميّة. لذلك اعتمد البحث أيضًا على وثائق مخطوطة نُشِرَت عبر صفحات الإنترنت   أبرزها وثيقة وُجدت ملفوفة ضمن زجاجة في ضريح الشهداء في عين إبل أثناء أعمال الترميم عام 1980، ووثيقة خطّها الخوري يوسف فرح.
ولا بدّ من ذكر وثيقة لم يتسنَّ الإطّلاع عليها أثناء كتابة المقال، يقال أنّها الأشمل، وهي ما  يقارب العشرين صفحة كتبها المؤرّخ أمين الريحاني في الطبعة الأولى من "ملوك العرب"، ولكنّ الرقابة حذفتها في الطبعات اللاحقة المتداولة حاليًّا في المكتبات.

II. الظروف التاريخيّة والأسباب غير المباشرة.
بعد الجور الكبير الذي فرضه المماليك على المنطقة، ومع وصول العثمانيّين، كان للبنان نوعًا من الإستقلال الذاتيّ والحكم المحلّيّ. وقد عانى "لبنان الصغير" من جرّاء أشكال الحكم المتعدّدة التي فُرضت عليه في تلك المرحلة، وذلك لأنّها قامت على الخوف من الآخر والتسلّح حذَرًا منه والتقوقع في مناطق ذات طابع دينيّ ومذهبيّ حفاظًا على الوجود. ولّدت أشكال الحكم هذه روحًا طائفيّة وتبعيّة إقليميّة، وأدّت إلى أزمات وفتنٍ وحروب داخليّة وخارجيّة، وإلى خسائر فادحة كان أشهرها نكسة 1860 كنتيجة حتميّة لنظام القائمقاميّتين، والحصار والتجويع الممنهج خلال الحرب العالمية الأولى التي أودت بثلثَي أهل البلاد خلال أقلّ من خمس سنوات. لم يكن جور العثمانيّين السبب المباشر الأوحد للمجاعة هذه، بل أيضًا نظام المتصرّفيّة بحدّ ذاته، بكلّ ما فيه من طائفيّة وانعزال، وقبول بالحاكم الغريب لأسباب محض دينيّة هو الذي ضخّم حجم الخسائر.
فتشكَّلت على أثر ذلك، ومع وشوك اضمحلال السلطنة، لدى نخبة من المفكّرين اللبنانيّين قناعةٌ تتّجه نحو مشروع وطن هو "دولة لبنان الكبير"، يقوم على تكامل وتعاضد وشراكة بين جميع أبنائه، لا سيّما بين الجبل الذي يشكّل الضمانة للأطراف المترامية والبعيدة، بما له من صمود ووحدة وتاريخ عريق، وبين الأطراف الغنيّة بسهولها الخصبة التي تحسّر عليها الجبل عندما كان في التقوقع والحصار.
مشروع الوطن هذا حضّر له الكثيرون، وفي طليعتهم البطريرك الماروني الياس الحويّك صاحب المركز المتميّز والشخصيّة الفريدة والعلاقات الواسعة والرؤية والشعبيّة. كلّ هذه ساعدته على طرح حدود لبنان في مؤتمر فرساي على الشكل التالي: مجرى النهر الشماليّ الكبير وخطّ قمم السلسة الشرقيّة. أمّا خيار البطريرك للجنوب فكان يضمّ الجليل حتّى الناصرة، يقينًا منه أنّ "حدود الإنتشار الشيعي جنوبًا هي حدود لبنان"، لما لهؤلاء من دور إلى جانب الأمير فخر الدين المعنيّ في بناء الإمارة في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
لم تلقَ حدود البطريرك ترحيبًا داخليًّا، لا بل عارضتها معظم الطوائف لأسباب خاصّة بكلّ منها، وقد رأى الكثيرون في ذلك مشروعًا فرنسيًّا في المنطقة. وكان بعض الطائفيّين من الموارنة أوّل من اعترض على خيار بطريركهم، وأطلقوا إذّاك نظريّتهم الشهيرة التي ترفض "لبنانَ كبيرًا يكون فيه الموارنة صغارًا!". ومن بين الموارنة الذين رفضوا استقلال لبنان وانفصاله عن سوريا شقيق البطريرك نفسه "سعدالله الحويّك" الذي كان من عداد الذين قبض عليهم غورو بتهمة تقاضي الرشوة من قِبَل فيصل مقابل المطالبة بانضمام لبنان إلى مملكته. وأهل جبل عامل أيضًا رفضوا أن "يبتلع جبلُ لبنان جبلَ عامل"، ومن بين أسباب هذه العلاقة السيّئة بين جبل لبنان وجبل عامل حكم الأمير بشير الثاني الشهابي الذي كان قاسيًا على الأطراف. 
لم يكن هذا الخيارُ الجريءُ طائفيًّا آنذاك ولا تبعيًّا، بل كان يطمح إلى بناء وطن حيويٍّ يعيش فيه أبناءَه بسلام، بناءً على كلّ معاناة أيّام "لبنان القزم" المجرّد من المدن والسهول والشطوط... فراح البطريرك يحضّر الأرضيّة لمشروعه، مشروع الوطن، إن خارجيًّا من خلال العلاقات الصلبة التي نسجها لا سيّما مع الفرنسيّين، وإن داخليًّا من خلال نشر الفكر الوطنيّ وثقافة الدولة الحديثة والشراكة مع الآخر المختلف.
(سنة 1906، رفع البطريرك الحويّك تمثال السيّدة العذراء المعروف عالميًّا بـ"الحبل بلا دنس" فوق تلّة حريصا. اللافت هو تسمية "سيّدة لبنان" التي أطلقها على المزار قبل سنوات ممّا سُمّيَ فيما بعد "دولة لبنان". قد تندرج مبادرة التسمية هذه من بين المبادرات الكثيرة التي قام بها الحويّك من أجل نشر وعي وثقافة وطنيّين لدى الرعيّة تحضيرًا للبنان الكبير.)
في 26 حزيران 1919، حمل البطريرك الماروني كلّ هذا الإطار في قلبه وفكره وتوجّه نحو مؤتمر فرساي الذي عقده الحلفاء المنتصرون في الحرب العالميّة الأولى بهدف "إعادة ترتيب حدود الدول والأنظمة على مقاييس علميّة وسكّانيّة"، وكان في خلفيّة المؤتمر إتّفاقيّة سايكس - بيكو الشهيرة.
إصطدم مشروع البطريرك خلال المؤتمر مع تلاقٍ واتّفاق ضمنيّ بين مشروعَين متزاوجَين: مشروع حاييم وايزمان والوفد اليهودي الطامع بتأسيس كيان مستقلّ في الشرق من جهة، ومشروع الأمير فيصل الذي كان يرأس الوفد العربي والراغب بقيام مملكة عربيّة واسعة تضم الجزيرة العربيّة والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين من جهة ثانية. تقضي المصلحة المشتركة أن يكون الكيان اليهودي جزءًا من مشروع فيصل يتمتع بإستقلال ذاتي، معتبرًا وجود اليهود في فلسطين عامل تطوير لما يملكون من علم وخبرات تفتقر إليها مملكته المزعومة، وأطلق هنا قوله الشهير: "طبعًا نرغب بعودة اليهود إلى فلسطين، سيستقدمون معهم العلماء والأميركيين لإحياء أرض قاحلة صحراوية بما لهم من علم وخبرات، سنحوّل معهم هذه الصحراء التي صنعها العرب إلى حدائق خضراء وسنستعين بهم في مملكتنا لتزهر الأرض كما في السابق." وما ذلك إلاّ صدًى لما كان والده الشريف حسين قد عبّر عنه في السابق بقوله: "عودة المنفيين من اليهود لأرضهم سيكون درسًا في الإنسانيّة، ويعطي نتائج باهرة على كل الصعد في التجارة الصناعة والإقتصاد. بسواعد اليهود وخبرتهم، ستعود الحياة لهذه الأرض الفقيرة في فلسطين، التي لا تسطيع الحفاظ على أبنائها."
لقيَ هذا التحالف العربيّ-اليهوديّ دعمًا بريطانيًّا، لا سيّما وأنّه يحضّر لقيام مملكة في الشرق على تناغم مع الملكيّة البريطانيّة. وسارت الآراء بالإتّجاه التالي: ضمّ لبنان كلّيًّا لمملكة فيصل، وضمّ الجنوب اللبنانيّ إلى الكيان اليهودي.
هنا يكمن دور البطريرك الحويّك خلال المؤتمر، من خلال شبكة التحالفات التي نسج، حيث استطاع انتزاع وعد بقيام لبنان بحدود واضحة في الشمال والشرق، ولا يبقى إلاّ ترسيم الحدود الجنوبيّة لاحقًا، ولكنّ الأمور كانت تتوجّه صوب أن تكون هذه الحدود شمالي صفد.
لم توافق "مملكة" بريطانيا على هذا المنطق، وحتّى فرنسا لم يكن من مصلحتها أن تنحاز لفريق البطريرك، بل حاولت أن تكسب رضى بعض الزعامات المطالبة بما سمّته "كونفيديراسيون" مع سوريا، ولكنّها ما لبثت أن اتّجهت بخطّ "الجمهوريّة"، إذ ليس من مصلحتها أن تقوم "مملكة" موالية للإنكليز في بلاد العرب. 
رفض فيصل، بدعم من الإنكليز، الإعتراف بما سمّاه "الكيان اللبنانيّ المصطنع"، معتبرًا إيّاه جزءًا من مملكته، ودار سباق حادٌّ بين فيصل والحويّك: لفيصل حكومة عربيّة أسّسها في بيروت، وجيشٌ، وقد التحق بجيشه الجنود العرب والسوريون الذين كانوا في عداد الجيش العثمانيّ، كما أنّ كلّ الإدارات العثمانيّة في لبنان أعلنت ولاءها له. ولا يملك البطريرك بالمقابل سوى وعد من مؤتمر فرساي!
على أثر ذلك، تدخّل الطرف الأميركيّ "المحايد" متقدّمًا بطرح إرسال لجنة تقصّي حقائق للوقوف على رأي السكّان، وكانت تلك محاولة للإلتفاف على وعد قيام لبنان في المؤتمر. إستفاد البطريرك من ذلك، طالبًا من الحكومة الفرنسية وقفَ تمدّد فيصل في لبنان وإلغاء مفاعيل قراراته بإنتظار نتائج اللجنة الأميركيّة، مكثِّفًا في الوقت عينه عمل بكركي التي لم تكن تعوّل إلاّ على البُعد الفكري من خلال نشر الوعي لدى الناس. في هذا الإطار، راح مرسَلو الكنيسة ينشرون بشارة الإنجيل والتعليم من جهة والتوعية الوطنيّة للمطالبة بوطن حرّ من جهة أخرى. وفي المقابل راح فيصل يلعب على الوتر الدينيّ والطائفيّ والقوميّ، لا اقتناعًا منه بالطائفيّة، بل سعيًا وراء توسيع حدود مملكته.

بدأت اللجنة أعمالها في حزيران 1919، وهي المعروفة بلجنة كينغ-كرين الأميركيّة. إستطلعت رأي رعايا السلطنة سابقًا عن رغبتهم وشكل الحكم الذي يريدونه. حاول فيصل عرقلة نشر أعمال اللجنة لأنَّها جاءَت رافضة كلّيًّا لقيام كيان يهودي في فلسطين. إلى ذلك، أظهرت النتائج أنّ أغلبيّة ملحوظة في سوريا وفلسطين والأردنّ مع قيام مملكة عربيّة، بينما الأغلبيّة في لبنان كانت مع قيام كيان لبنانيّ، فاتّهم فيصلُ البطريركَ بتجييش الناس، زاعمًا أنَّ أغلب المسلمين لم يشاركوا في أعمال اللجنة لأنّهم لم يفهموا تبعاتها. فقرّر الإحتكام للسلاح والترهيب، من خلال دعم العصابات وتمويلها لخلق البلبلة لا سيّما في الأطراف اللبنانيّة، بينما الحكومة الفرنسيّة منشغلة بأزمات أخرى أبرزها في جنوب تركيّا. 

في 8 آذار 1920، أعلن فيصل من دمشق قيام المملكة العربية وضم لبنان بشكل رسميّ إليها، غير آبهٍ بنصيحة الإنكليز له بالتروّي وإعطاء جبل لبنان نوعًا من الحكم الذاتي كما كان الحال على أيّام السلطنة، ودسَّ العصابات الموالية له لتقوم بأعمال شغب وترهيب في البلدات التي رفضت مبايعة الملك ودفع الجزية ورفع رايته.

بينما فرنسا ترفض الإعتراف بفيصل ملكًا، وبينما تنتظر لندن زيارته الرسميّة في حزيران المقبل لتعلن اعترافها به، انعقد في 25 نيسان 1920 (غداة مؤتمر سان ريمون) مؤتمر وادي الحجير في جنوب لبنان، ضمَّ ممثّلي القرى والبلدات الجنوبيّة الذين كانوا بشكل عام من الشيعة بإستثناء شخص واحد من آل غلمية يمثّل مرجعيون. للمؤتمر هدفٌ واحد ذو وجهان: مبايعة الملك فيصل وأطلاق مقاومة مسلحة في وجه الفرنسيين.
كان السيد عبد الحسين شرف الدين، مفتي صور، الوجه الأبرز في المؤتمر، ودعا إلى نبذ العنف والطائفيّة وتوجيه العمل المسلح ضدّ الفرنسيّين دون سواهم، وطلب من زعماء العصابات المسلّحة الموجودين في المؤتمر القسم على القرآن بالإلتزام بذلك. 
على أثر المؤتمر، عيّن فيصل أميرًا على جبل عامل، ولم يقع اختياره من بين كلّ وجهاء الشيعة وأشرافهم إلاّ على صادق حمزه، زعيم العصابة وقاطع الطرق، وبذلك رسالة تهديد لكلّ من لا يرضخ بالسرعة المطلوبة.
لم يرضَ الشيعة بالـ"خليفة" الجديد، ولكنّهم أُرغِموا على مبايعته ولاءً لفيصل. أمّا هو، ففور تسلّمه الإمارة، أرسل الرسائل إلى البلدات العاصية عليه والموالية للكيان اللبناني في بلاد بشاره (من بينها بلدة عين إبل)، موجِّهًا إليها أنذارًا أخيرًا بضرورة مبايعة الملك ورفع العلم الشريفيّ وتسليم السلاح ودفع الجزية: ليرة ذهب عن كل ذكر بالغ. وما كان من العين إبليّين إلاّ أن "هنّأوا اأامير على سموّ مقامه الشريف، وأبلغوه أنّ من يمثل دولة لبنان موجود في صور وعليه الكلام معه" وذلك بإشارة واضحة إلى مقررات عصبة الأمم بالانتداب الفرنسيّ على لبنان. 

وفي صباح الخامس من أيّار، يوم المجزرة عينه، حصل اجتماع في النبطيّة بين الكولونيل نيجر ممثل الجنرال غورو، وزعيم جبل عامل كامل الأسعد، العضو السابق في المجلس العثماني، وقد تدارسا كيفيّة تطبيق مقرّرات "سان ريمون" والإنتداب الفرنسيّ على لبنان وسوريا ومسألة الأمن في المنطقة والعصابات الرافضة لكلّ المشروع.
وقد أعرب الجنرال غورو خلال اللقاء رغبته بتعيين كامل الأسعد واحدًا من بين مستشاريه، على أن يتشكّل حرس وطني عامليّ لنشر الأمن في المنطقة، ولإنهاء المقاومة العامليّة.

III. الأسباب المباشرة.
عند سرد البعض لأحداث عين إبل 1920، يراودنا انطباع وكأنَّها قصّة هجوم الجوار الشيعيّ على بلدة عين إبل المسيحيّة. والحال أنّ الحقيقة غير ذلك، فالعلاقة بين مسيحيّي عين إبل وشيعة الجوار لم تكن عدوانيّة، وكان فيها من الطبيعيّة ما في كلّ علاقة جارَين: قد تمرّ بأزمات عابرة، ولكنّ أيّ أثر لعداء متبادل أو لرغبة بالقتل والإنتقام لم تكن موجودة، بل على العكس، تلقّت عين إبل العديد من رسائل التطمين وحسن الجيرة في تلك الفترة من أطراف متعدّدة.
لذلك قد نرجّع سبب هذه المجزرة إلى أحد هذه الأسباب أو بعضها، أو إلى الظروف الناتجة عنها مجتمعة:
رغبة عصابات فيصل في تطويع الخارجين عن الطاعة له وترعيبهم، لا سيّما وأنّ عين إبل لم تكتفِ برفض الإنصياع لمملكته، إنّما ساعدت دبل وسائر بلدات الجوار على المقاومة والصمود والسير نحو لبنان الكبير.
إرسال رسائل إلى الفرنسيّين عبر من يمثّلهم في الجنوب ممّن يتبنّون مشروع الإنفصال عن فيصل.
قد تكون هذه المناوشات ذريعة بيد بعض الزعامات الشيعيّة للتخلّص من الإنتداب الفرنسيّ من جهة وللقضاء على الزعامات المحلّية الأخرى من جهة ثانية، من خلال استجلاب غضب الفرنسيّين عليهم.
وقد تكون تلك مكيدة فرنسيّة للتخلّص من العصابات ومن فيصل الذي هو وراءها. هذا الرأي يدعمه من يؤكّدون أنّ الفرنسيّين هم الّذين مدّوا العصابات المهاجمة بسلاح أكثر بكثير من الذي مدّوا به العينبليّين.

IV. مجريات الأحداث.
بعد المشاكل التي جرت في أرجاءِ بلاد بشاره بسبب العصابات، حمل شباب عين إبل السلاح، وكان لهم طرق حراسة منظّمة، خوفًا من العصابات التي انتشرت أخبار رعبها في كلّ المنطقة. وكان قد وصل إلى يدهم 200 بارودة من مخلّفات الأتراك، مع بعض الذخيرة القليلة. كان ذلك عبر الفرنسيّين الذين رفضوا إرسال قوّة إلى الجبل تاركين الأمن على عاتق الأهالي.
صباح الأربعاء، في الخامس من أيّار 1920، لاحظ السكان تجمّعًا لعدد كبير من المسلّحين في الجهة الغربيّة للبلدة. فتوجّه وفد من الأعيان إلى بنت جبيل، مرجع قرى الشيعة في تلك الناحية وعميدتها، للسؤال عن الموضوع، فتلقّوا تطمينًا أنّ ما هؤلاء إلاّ حجّاج في استراحة، فعاد الرسل مطمأنّين ثمّ تبعهم كتابٌ من أحد الذوات في بنت جبيل يزيد القوم سكينة وإطمئنانًا، معلنًا فيه سهر كامل بك الأسعد على أمن أبناء جبل عامل على إختلاف مذاهبهم.
وما إن كان الظهر حتّى انهال إطلاق النار على البلدة من الجهة الشمالية أوّلاً، وما لبثت الجموع الكامنة منذ الصباح في الجهة الغربية أن بدأت تزحف نحو عين إبل مباغتةً الأهالي في أشغالهم، ووافتها قوافل منظّمة من كلّ صوب، يحمل بعضهم شارات السلم وأخذوا يصرخون ألاّ تجعلوا سببًا للعداء. وتقدم المهاجمون على أثر تلك المكيدة نحو القرية وحاصروا الأهلين فيها وبدأت المعركة. وأخذ الأهالي من رجال ونساءٍ يقاومون بحماس وشجاعة وكانت قواهم متفرقة في جهات القرية الأربع وفي خارجها. ولم يكن عدد المهاجمين يقلّ عن ستّة آلاف، مقابل حوالي 300 مقاتل عينبلي.
هرب الكثيرون إلى دير الراهبات الذي غصّ بالأهالي المذعورين، فراحوا يتوقّعون الموت في كل لحظة، مغالبين الخوف أحيانًا باللجوء الى الصلاة يحثّهم عليها خوري عين إبل طانيوس صادر وخوري دبل طانيوس اسحق والراهبات الأربع: كليمنتين من حلب وأنستاز من بغداد وسلستين من غزير وبرباره من عين إبل.
وعند الساعة الرابعة بعد الظهر دخل المهاجمون القرية من جهتها الشمالية وقتلوا كلّ من وجدوا في طريقهم: خمس عشرة امرأة مع أطفالهنّ قُتِلنَ معًا في ملجأ، وأربع سيّدات مع أطفالهنّ الستّة قُتِلنَ داخل كنيسة سيّدة عين إبل، وغيرهم الكثر. وأضرموا النار في البيوت فتصاعد الدخان الكثيف في الفضاء وهلع سكّان عين إبل حالما أيقنوا أن العدوّ استولى على قسم من بلدتهم، وأيقنوا أن لا وسيلة للنجاة ولمقاومة تلك الجماهير العديدة ولا وسيلة تنقذهم من المذبحة سوى الفرار، فحوّلوا قوّتهم وما بقي معهم من ذخيرة إلى الجهة الجنوبيّة ليفتحوا أمامهم منفذًا للهرب نحو فلسطين. غادر الأكثرون القرية ترافقهم الأخت برباره العينبليّة لخدمة المصابين بينهم، وبقي البعض من أطفال وشيوخ ومرضى وعجّز مختبئين في دير الراهبات وفي بيوت البلدة وقد هلك أكثرهم بطرق مشينة، وكأنّ المهاجمين كانوا متعطّشين لسفك دماء الأبرياء.
وقد عوّل بعض الأهالي المشهورين بحسن علاقاتهم مع جيرانهم الشيعة على عهود الصداقة والإخاء القديمة، فرفضوا ترك بيوتهم، مثل بيت الخوري المشهورين بعلاقاتهم الوثيقة مع آل بزّي في بنت جبيل منذ أكثر من ستين سنة، وكانوا يدعون بعضهم أخوة وأولاد أعمام. فدخل محمود جابر بزّي أثناء المعركة إلى بيت مارون الخوري وأخته مجيده يتلطّفهما ويتودّد إليهما. وما إن تمكّن من مخبأ الأموال في البيت، حتّى التفت إلى ابنه عقيل قائلا له: يا ابني أسرع واذبح عمّك وعمّتك.
حوالي العاشرة ليلاً، دخل المهاجمون دير الراهبات اللواتي هربن من باب خلفيّ، وتُرِكَت البلدة للنهب والتكسير والتحريق وإهانة المرضى والرموز الدينيّة...

V. النتائج وردود الفعل
في ذلك اليوم مات من أهل عين إبل عدد كبير، منهم مات على الجبهة ومنهم جرّاء القصف، ومنهم العدد الأكبر من المرضى والمقعدين ماتوا في بيوتهم بعدما دخلها المهاجمون، وضاع من هرب في الأسقاع الفلسطينيّة، وعانوا ما عانوه، وقد بلسم جرحهم في حيفا احتضان المطران غريغوريوس حجار والمنسينيور فرنسيس الخوري، النائب الأسقفي في صور. واللافت أنّ الحاكم البريطاني رفض المساعدة بعدما رفض العينبليّون كتابة تقرير حول عدم استقرار الأوضاع في بلادهم، ورفضوا ذلك حرصًا على الفرنسيّين.
وبعد أسبوعين، أرسل الفرنسيّون بعض الدوريّات للتحقّق من الأمر، فوجدوا الحال مذرٍ في البلدة، وأرسلوا حملة للإقتصاص من المجرمين في تبنين، ولكنّ الحملة لم تلقَ مقاومة، وهرب أهالي تلك النواحي بدورهم أيضًا إلى فلسطين. وأعلن الكولونيل نيجر فرض غرامة على الشيعيّين في جبل عامل قدرها مائة ألف ليرة عثمانيّة وحكم الإعدام على نحو أربعين من زعماءهم الذين كانوا قد لجأوا بأجمعهم إلى فلسطين. وأخذت الحكومة تجمع الغرامة بإستدعاء الرؤساء اليها ووضع المسؤلية على كل منهم بجمع المال من أهل قريته. وما مرّت بضعة أسابيع حتى دفعت القيمة كاملة. أما المحكومون إعدامًا فما لبث أن صدر عنهم عفو بعد التزامهم الكيان اللبنانيّ، ومنهم من أصبح فيما بعد وزراء ونواب. 
وكان بعض أهالي عين إبل يتفقّدون البلدة خلسة في الليل، ويدفنون ما يعثرون عليه من جثث موتاهم، وراحوا يتسرّبون إليها عائلة تلو الأخرى منذ أوائل حزيران، وكانت البيوت احترقت والمقتنيات والأثاث والمواشي نُهبَت.
وقد أحصى خوري الرعيّة آنذاك 42 قتيلاً، أكثرهم من النساء والشيوخ الذين لم يستطيعوا إلى الهرب سبيلاً، ولكنّ الإحصائيّات الأكثر دقّة فيما بعد تلحظ أكثر من ذلك بكثير.
لم يتبنَّ أحد المجزرة، بل على العكس، استنكرها الكثيرون، وأوّلهم كامل بك الأسعد الذي قال بعد أيّام قليلة من وقوع المجزرة: تأكّدوا أنّ المساكين الشيعة غير المحظوظين فقدوا شرفهم إلى الأبد مع الأعمال المجرمة التي قام بها ضدّ الإنسانيّة والشرف بعض المجرمين الذين اتّفقوا مع عصابات، وأضاف: حقيقة إنّ أهالي عين إبل وجوارها قد فقدوا من ممتلكاتهم وأرواحهم لكنَّ خسارة الطائفة الشيعيّة لشرفها هو أعظم وأدهى!

على صعيد أوسع، وفي إطار مؤتمر سان ريمون يوم السابع من أيّار، خرج نوري باشا مبكرًا من الإجتماع، فسُئِلَ عن مدى مسؤلية حكومته في أحداث عين إبل فأجاب أنه سيترك المؤتمر ويعود إلى دمشق فورًا لمتابعة ما حصل، وأنّ حكومته غير مسؤولة، وستتمّ معاقبة المجرمين. وكان ذلك آخر وجود دبلماسي للمملكة العربية قبل سقوطها النهائي بعد أسابيع تزامنًا مع قيام دولة لبنان.
وتفصيل ذلك أنّ بريطانيا، بعد مؤتمر سان ريمون، أوقفت دعمها لمملكة فيصل ولم تعترف به ملكًا، وألغت زيارته التي كانت مقررة في حزيران إلى لندن، وسهّلت حملة الفرنسيّين لإنهاء مملكته، ما اضطرّه إلى التنازل عن حكم الشام ولبنان والمملكة، وترك عسكره في ميسلون للموت، والإكتفاء بالعراق عرشًا له.
إنطلقت الحملة في 18 حزيران 1920 من صور بعد أن وصل إليها حوالي 1000 جنديّ فرنسيّ بحرًا و400 شابّ لبنانيّ قادمين من حيفا، ووصلوا الى عين إبل في 22 حزيران بعد أن أحرقوا منزل الأمير السابق "صادق حمزه" الذي أعدم لاحقًا في بيروت عام 1926.
وأيضًا أدهم خنجر، زعيم العصابة، صدر بحقّه حكم إعدام، وما لبث أن حاول اغتيال الجنرال غورو في مرجعيون وفشل، هرب على أثر ذلك إلى الأردن وراح يتنقّل في مناطق النفوذ البريطاني، ولا سيّما في المستعمرات اليهوديّة حيث أمضى ثلاثة أشهر، إلى أن قبض عليه في السويداء وأعدم في بيروت عام 1922. وقد حاول البعض أن يجعلوا منه رمزًا وطنيًّا وشهيدًا. وهو من قال فيه سلطان باشا الأطرش بعد ذلك بسنوات: "إنزلق أدهم خنجر في منزلقات الطائفيّة وكانت واقعة عين إبل بداية نهايته."

وفي 7 أيّار 1920، علّق الجنرال غورو على أحداث عين إبل وعلى كلّ ما كان يجري من محاولات عرقلة لمشروع الدولة قائلاً: إنَّ إعلان لبنان لن يتأخّر حتى عام 1925، كما كان متّفقًا ومفروضًا، بل سيتمّ في وقت سريع جدًّا. 
وحدث ذلك بالفعل في أوّل أيلول 1920 أي بعد أقلّ من أربعة أشهر على مجزرة عين إبل. 

VI. ملحق بلائحة أسماء الشهداء

جمع الدكتور جوزيف خريش أسماء الأبطال والضحايا من المصادر الموثوقة ونشر هذه اللائحة بالحرف الأجنبي عبر صفحته الإلكترونيّة  ونحن قمنا بترجمتها وعرض الأسماء بحسب التسلسل الأبجديّ. 
وقد أوردت اللائحة عائلة بعض الأشخاص، والبعض الآخر لم تورد إلاّ كنيته أو لقبه فأبقينا عليها كما وُجِدَت.

ابراهيم أيّوب خريش، ابراهيم جريس إندراوس، ابراهيم يعقوب إسحق وزوجته، ابراهيم يوسف خريش، اسعد سمعان، الياس الحدّاد، الياس عطالله دياب، الياس يوسف روكز، اندراوس عطوي، انيس مارون شباط، برباره جريس مخّول، بطرس اسكندر جبران، بطرس الياس منصور، بطرس سليم مخّول، بولس الحاج، بولس ديب الصيداوي، تقلا زوجة حنّا أبو الياس صقر، جريس ابراهيم وزوجته حلوه، جريس اندراوس، جريس رزق، جورج مسعود العبدوش، حلوه زوجة طانيوس جليله، حلوه يوسف حلوه، حنّا العبدوش، حنّا منصور، حنّا موسى مارون، حنّه الأرمنيّه، حنّه حنّا أبو الياس، خزنه أرملة الخوري حنّا وابنتها مريم، ديب الصيداوي، رهيجه دياب، روزا يوسف الديك، روفايل يوسف الحاج، سعدا يوسف موسى طنّوس، سعدى جليله، سعدى زوجة ابراهيم حلوه، سعيد روكز حنّا متّى، سليم رزق، شفيقه زوجة بطرس تقلا، طانيوس ابراهيم خريش (جدّ البطريرك خريش)، طانيوس الحاج، طانيوس بو غنّام، طانيوس جريس دلّي وزوجته ساره ووالدتها مريم أرملة ابراهيم حنّا مارون، طانيوس روكز، طانيوس يوسف، طنّوس الديك وشقيقته عفيفه، عبد الأحد متّى عتمه، عبدو العمّوري، عطالله دياب، فارس لبّس غسطين، فرنسيس طانيوس دلّي، فؤاد جرجس غطّاس، قدّيسه زوجة خليل منصور، قطر زوجة عبدالله صادر، كمال حنّا موسى دياب، لطيفه أيّوب خريش، مارون الخوري وشقيقته مجيده، مارون جلّو، مارون شباط، مارون يوسف حنّا روزا، مجيده الياس موسى، مرتا سلّوم نيصي، مريم ابراهيم مارون، مريم أرملة حنّا سلّوم، مريم بو زيد، مريم زوجة حنّا غسطين، مريم زوجة طانيوس يوسف شباط، مريم سعيد صيداوي، مريم طانيوس يوسف شباط وابنتها، مريم فارس مخّول، ملكه الياس ابراهيم خليل، ملكه الياس ابراهيم ئيصر خليل نيصي، ملكه جريس، نجمه جريس أبو زيد، نعمه مارون فاعور، وديع يوسف دلّه، وديعه شكري رزق، ورده الياس موسى، ورده أرملة حنّا مارون، ورده زوجة حنّا بطرس، ورده سمعان أبو الياس، يعقوب صابر، يعقوب طانيوس مخايل شباط، يوسف الحاجّ، يوسف اللّلّوس، يوسف حنّا الديك، يوسف دياب، يوسف طانيوس بو غنّام، يوسف مارون ناصيف.

VII. خاتمة
بينما يحثّنا تاريخنا الزاخم بالبطولات إلى عدم التواني في "تفضيل المصلحة الوطنيّة العليا فوق كلّ المصالح، واحترام منطق الدولة والدستور، وتحرير الممارسة السياسيّة من الجنوح إلى المحاصصة ودوائر النفوذ" ، الغريب اليوم، هو تحسّر البعض على أيّام الفيديراليّة السالفة، التي لم تؤدِّ إلاّ إلى الحروب والخسائر، والأحقاد والنزاعات، فلا بدّ لنا من الإقتناع النهائيّ أن لنا وطن واحد هو لبنان الكبير. وجودُنا في هذا الوطن بحدوده لم ننله مجّانًا، بل دفعنا ثمنه غاليًا طوال مئات السنين، ولن نقبل أن نكون اليوم أقلّ سخاءً ممّن ادّخروه لنا على مدّ التاريخ بدم أعناقهم.
"ألا يعلمون أن الشرف لا يسلم من الأذى ما لم تراق الدماء على جوانبه".
لا بالحسرة ولا بالبغض والإنتقام، ولا بالعبثيّة والإستسلام عبّر الخوري يوسف فرح عن نظرته للأحداث التي سرد في وثيقته، بل بهذا الإندفاع والسخاء والرؤيا. وطموحنا أن نكدّسَ، فوق ميراث الشرف الذي تسلّمناه من أجدادنا، شرفًا يرثه من بعدنا الأحفاد.

jeudi 29 novembre 2018

Adham Khanjar, ou l’identitarisme du Hezbollah

Les FL ont répondu au député du Hezbollah Nawaf Moussaoui qui avait qualifié le rebelle chiite de « véritable » héros de l’indépendance.
S.N l,Orient Le Jour 17-11-2018

Avec la permission de OLJ -
https://www.lorientlejour.com/article/1145412/adham-khanjar-ou-lidentitarisme-du-hezbollah.html

La discussion inédite autour de l’identité des pères de l’indépendance se poursuit, mais sans atteindre le niveau d’un débat d’idées, depuis que le député du Hezbollah Nawaf Moussaoui a avancé jeudi dernier le nom d’Adham Khanjar, rebelle chiite peu connu du grand public, en le présentant comme « le véritable » héros de la résistance contre le mandat français – sans mention des personnalités politiques historiques, toutes communautés confondues, qui ont combattu le mandat français et dont la mémoire est honorée tous les ans à l’échelle de la patrie. Parmi ces personnalités, le président Béchara el-Khoury et le Premier ministre Riad el-Solh, auteurs du pacte islamo-chrétien de 1943, considéré comme l’acte fondateur de la Ire République. C’est pourtant « sur la seule tombe d’Adham Khanjar qu’il convient de déposer des gerbes de fleurs », avait déclaré Nawaf Moussaoui. L’ancien député des Forces libanaises (FL) Élie Keyrouz a tenu à lui répondre hier en puisant dans la littérature les indices du « glissement communautaire » de ce personnage et son allégeance au royaume arabe de Syrie, l’un et l’autre étant en contradiction avec le combat pour l’indépendance du Grand Liban.
Originaire du Liban-Sud, cet homme avait participé, rappelons-le, à une tentative d’assassinat sur la personne du général Henri Gouraud, haut-commissaire français en Syrie et au Liban, le 23 juin 1921. Il avait auparavant rejoint un groupe de guérilla dirigé par le célèbre rebelle syrien Ahmad Mreywed (et à ce titre, son action ne pouvait être inscrite dans le cadre de la lutte pour l’indépendance du Liban, d’autant plus qu’il a participé à la bataille de Aïn Ebel – village chrétien de Bint Jbeil en 1920 – dans un contexte de conflit franco-britannique autour du tracé des frontières). Adham Khanjar est capturé en cavale dans le sud de la région de Jabal el-Druze, en Syrie, puis jugé et condamné à mort par les Français en 1923. Il avait aussi été jugé pour vol par le tribunal militaire français– ce que Moussaoui a d’ailleurs reconnu, en estimant toutefois que c’était tout à son honneur.
« Il est du droit de Nawaf Moussaoui de considérer Adham Khanjar comme l’un des héros de l’indépendance, c’est son opinion, mais il n’a pas le droit de restreindre cette qualité à une personne en l’interdisant à d’autres », a commencé par dire M. Keyrouz, avant de critiquer les propos du député sur le fond.
« J’aimerais attirer l’attention de Nawaf Moussaoui sur l’existence de lectures différentes, parfois critiques, du parcours d’Adham Khanjar et du rôle de son mouvement armé, des lectures provenant notamment d’historiens et écrivains de Jabal Amel », a poursuivi le communiqué de M. Keyrouz.
« Salam Rassi estime que le massacre de Aïn Ebel est la tragédie communautaire qui marquait la fin de l’action nationale de Adham Khanjar », selon le communiqué, qui cite aussi Mounzer Jaber pour confirmer la participation de ce rebelle à des « attaques contre quelques villages chrétiens ». Des attaques documentées, toujours selon le communiqué, par le père Youssef Faraj et dans l’ouvrage du sociologue Waddah Charara, La oumma inquiète.

célèbre rebelle syrien Ahmad Mreywed (et à ce titre, son action ne pouvait être inscrite dans le cadre de la lutte pour l’indépendance du Liban, d’autant plus qu’il a participé à la bataille de Aïn Ebel – village chrétien de Bint Jbeil en 1920 – dans un contexte de conflit franco-britannique autour du tracé des frontières). Adham Khanjar est capturé en cavale dans le sud de la région de Jabal el-Druze, en Syrie, puis jugé et condamné à mort par les Français en 1923. Il avait aussi été jugé pour vol par le tribunal militaire français– ce que Moussaoui a d’ailleurs reconnu, en estimant toutefois que c’était tout à son honneur.

Par ailleurs, les revendications de ce rebelle et de son compagnon Sadek Hamzé étaient « claires dès le départ : réclamer l’adhésion du Liban au royaume arabe de Syrie, plutôt que la reconnaissance d’une entité libanaise indépendante (…) », selon Mounzer Jaber tel que cité par le communiqué.
Mais le débat autour du rôle d’Adham Khanjar est-il vraiment un débat d’idées qui mérite un retour aux archives ? Si c’est le cas, comment éviter l’écueil d’une lecture communautariste de l’histoire, qui ferait de cet homme un héros chiite plutôt que libanais ?
Dans les milieux démocrates chiites, on rapporte ce qui, du reste, serait un secret de polichinelle : Adham Khanjar n’a jamais été considéré comme un héros de l’histoire chez les chiites. Même un historien attaché à son chiisme comme Hassan el-Amine ne lui a pas attribué un rôle supérieur à celui de vandale, fait remarquer l’analyste politique Ali el-Amine à L’Orient-Le Jour. L’étiquette de « filou » ou de « pilleur de villages » (faut-il préciser que cela inclut aussi, d’abord, les villages chiites ?) lui est souvent accolée dans les récits populaires.
Le choix de Nawaf Moussaoui de le célébrer en tant que seul véritable héros de l’indépendance serait à lire sous l’angle de la provocation, qui frôle l’arrogance et qui sert à attiser les réflexes communautaires de la communauté chiite, selon une lecture de M. Amine. La dernière fois que ce parlementaire a d’ailleurs ressenti le besoin de mentionner Adham Khanjar, c’était en 2011, en réaction à la publication par le Tribunal spécial pour le Liban de l’acte d’accusation contre quatre membres du Hezbollah pour l’assassinat de l’ancien Premier ministre Rafic Hariri.
Dans un certain sens, répondre aux propos de Nawaf Moussaoui, en rapportant les exactions que son « héros » a pu commettre à l’égard des chrétiens, risque, au final, de faire le jeu du Hezbollah sur le terrain des instincts identitaires…

https://www.lorientlejour.com/article/1145412/adham-khanjar-ou-lidentitarismeduhezbollah.htm

gaby sioufi encore une fois, hezb se laisse aller a taquiner notre gente politique. encore une fois celle-ci ET la populace s'en offusque Eleni Caridopoulou
Os sont les héros d'haujourd'hui pour délivrer le Liban du Hezbollah et de l'Iran
Le Faucon Pèlerin
Dans l'Histoire du Liban moderne les héros de l'Indépendance sont les suivants :

1 - Les incarcérés à la citadelle de Rachaya par Jean Helleu, délégué de la France, le 11 novembre 1943 :
Béchara el-Khoury, Riad Solh, Adel Osseiran, Camille Chamoun, Abdel-Hamid Karamé et Salim Takla.
2 - Les mutins de Bchamoun :
Sabri Hamadé, Habib Abou-Chahla et Majid Erslan.
Point final. Débat clos.

L’azuréen
Il a donc adhéré au royaume de l’Emir Feycal qui a reconnu l’idée du grand Liban. Donc merci on avait pas tout à fait compris pourquoi ce choix pour le moins surprenant....

Stes David
Bon en tous cas si on apprend l'histoire du général Henri Gouraud et de Adham Khanjar on comprend mieux la sensitivité de l'usage du français au Liban, langue de "libération" pour les uns, 'oppression' pour des autres. Ne dit-on pas que le terrorist des uns, c'est l'héro de libération des autres ?

Stes David
Bon en tous cas si on apprend l'histoire du général Henri Gouraud et de Adham Khanjar on comprend mieux la sensitivité de l'usage du français au Liban, langue de "libération" pour les uns, 'oppression' pour des autres. Ne dit-on pas que le terrorist des uns, c'est l'héro de libération des autres ?

Pierre Hadjigeorgiou
Comme déjà écrit et déjà répéter plusieurs fois, qu'ils soient Chrétiens ou musulmans, s'ils sont pro-Syriens ou pro-Iraniens, ou pro-machins, ils ne sont donc pas Libanais et ne peuvent en aucun cas être traités comme des héros dans un pays qu'il ne reconnaissent pas comme le leur. Encore moins lorsque ce sont des criminels comme le Hezbollah. Alors qu'ils s'appellent Khanjar, Aflak ou autre on s'en fout puisqu'ils récusent leur pays ils ne peuvent être des héros. Nous en ferons un tollé! Que les âmes sensibles soit rassuré. Quand au Hezbollah, il n'a jamais rien libéré et ses martyrs ne le sont que pour leur Fakih surement pas pour le Liban! L'histoire le montrera en temps du lorsque les archives serons enfin dévoilées. Le plus triste dans tout cela c'est de voir des Libanais accepter avec tant de désinvolture ce genre de manipulations qui cherchent a détruire tout ce qui les représentent: Leurs identités. Cela ne leur servira a rien de se mordre les doigts plus tard. Nous ferons en sorte qu'ils n'en ai pas besoin!

Wlek Sanferlou
Bof, on reconnaît les gens aux héros qu'ils vénèrent...ne mérite pas plus que ces 18 mots.

Le Faucon Pèlerin
L'Union Soviétique (1917-1989) avait prétendu avoir inventé toutes les inventions du monde, entre autres, la cocotte minute inventée par Denis Papin en 1679 soit 238 ans avant la naissance de l'URSS.
On peut toujours essayer !

Tina Chamoun
Je l'ai déjà écrit et je le répète: Si A. Khanjar avait été chrétien aurait-il provoqué tout ce tollé? Pas mal de chrétiens voulaient que le Liban fasse partie de la Grande Syrie et on ne les lapide pas pour autant. Même que certains papiers publiés dans l'OLJ en ont fait des héros!
Lebinlon
Nawaf Moussaoui fait ce que font les autres responsables du Hezbollah. Dès qu'il y'a un Chiite qui a porté les armes, on en fait un héros.
porté les armes contre qui ? pour faire quoi ? etc... ceci a peu d'intérêt pour nos résistants-héroïques-divin-machin quitte à travestir l'histoire et déposer des fleurs sur les tombes de filous et d'assassins.
Moussawi représente la pire facette du patriotisme libanais, celui qui n'a pas de conscience nationale et pas d'honnêteté culturelle non plus

L'EXPRESSION DE LA LIBRE ANALYSE
DE PILLEUR DE VILLAGE ET DE VANDALE A HEROS NATIONAL LA DISTANCE EST ENORME !

Pierre Hadjigeorgiou
Le pays est communautariste et il faut arrêter de chercher a l'ignorer ou de prétendre vouloir changer un état de fait qui existera tant que le parti Iranien existera.
Sur ce, il FAUT répondre a toute provocation issue de ces messieurs qui cherche par tous les moyens a changer l'image et l'histoire du pays. Ne pas le faire c'est justement faire son jeu car toutes les inepties qu;il nous sort reste dans l'esprit des gens qui ignore la vraie histoires des faits.

Pierre Hadjigeorgiou
Le Hezbollah a pour objectif final la transformation du pays en une république islamique a l'image de l'Iran et sous contrôle de l'Iran. Quiconque doute de cela est soit de connivence soit un imbécile avec un grand "I".
Depuis sa formation, il crée journellement diverses situations sur les plans sociaux, culturelles, politiques et même géographique, afin de pouvoir, avec le temps, mettre le grappin sur le pays. Sur le plan politique il a acheté une partie des politiciens, soit directement soit en les laissant se corrompre en se servant grassement dans les caisses de l’état. Il a permis a ses partisans d'occuper des terres Chrétiennes ou autres pour en chasser les autochtones, provoquent des guerres ou des crises politiques pour pousser les citoyens qui lui sont hostiles a fuir le pays, et change l'histoire du pays en qualifiant tout le monde de traître et d'agent Américain ou Israélien pour paralyser ses adversaires. S'il ne le peut pas, il les tuent... Sans oublier que ces ouailles, trafiquent avec la drogues, etc... ne paient pas les services de l’état, ne paient pas les droits de douanes, etc... ce qui poussent les commerces des autres a s'effondrer...

ACE-AN-NAS
Il est temps de replacer le combat des résistants chiites au même niveau que tous ceux qui ont donné leur vie pour notre pays.

Et on fera fi des nouveaux psychopathes qui s'inventent une psychologie à 2 balles le quintal.

Boule shit.

Tina Chamoun
Quant à la légitimité du Hezbollah, elle n'est plus à prouver depuis qu'ils ont libéré le sud et par extension le Liban de ce fléau qu'est Israel. La politique a ses propres règles de jeu que nous, citoyens lambda, ne maîtrisosn pas. Mais les dernières déclarations de Geagea concernant le Hezb méritent réflexion et un zeste de perspicacité!

Tina Chamoun
Ces propos ont été lancés à la veille de l'indépendance du Liban. Quel intérêt de soulever de nouvau ce sujet 4 jours plus tard? Chacun est libre de voir en une personne l'incarnation d'un héros et il y aura toujours d'autres qui rapporteront des faits pas très glorieux concernant cette même personne. Voulez-vous des exemples??

Irene Said
Certains responsables, députés etc. du Hezbollah ont besoin d'un bon psychologue...ils ont manifestement "perdu la boule"...entrainant beaucoup de leurs partisans naïfs et crédules dans leurs délires.
Ils recherchent surtout une légitimité...(même dans le passé) qui leur échappe de plus en plus, à cause de leur comportement actuel.
Pauvre Liban !
------------------------------------
Par ailleurs, les revendications de ce rebelle et de son compagnon Sadek Hamzé étaient « claires dès le départ : réclamer l’adhésion du Liban au royaume arabe de Syrie, plutôt que la reconnaissance d’une entité libanaise indépendante (…) », selon Mounzer Jaber tel que cité par le communiqué.
Mais le débat autour du rôle d’Adham Khanjar est-il vraiment un débat d’idées qui mérite un retour aux archives ? Si c’est le cas, comment éviter l’écueil d’une lecture communautariste de l’histoire, qui ferait de cet homme un héros chiite plutôt que libanais ?
Dans les milieux démocrates chiites, on rapporte ce qui, du reste, serait un secret de polichinelle : Adham Khanjar n’a jamais été considéré comme un héros de l’histoire chez les chiites. Même un historien attaché à son chiisme comme Hassan el-Amine ne lui a pas attribué un rôle supérieur à celui de vandale, fait remarquer l’analyste politique Ali el-Amine à L’Orient-Le Jour. L’étiquette de « filou » ou de « pilleur de villages » (faut-il préciser que cela inclut aussi, d’abord, les villages chiites ?) lui est souvent accolée dans les récits populaires.
Le choix de Nawaf Moussaoui de le célébrer en tant que seul véritable héros de l’indépendance serait à lire sous l’angle de la provocation, qui frôle l’arrogance et qui sert à attiser les réflexes communautaires de la communauté chiite, selon une lecture de M. Amine. La dernière fois que ce parlementaire a d’ailleurs ressenti le besoin de mentionner Adham Khanjar, c’était en 2011, en réaction à la publication par le Tribunal spécial pour le Liban de l’acte d’accusation contre quatre membres du Hezbollah pour l’assassinat de l’ancien Premier ministre Rafic Hariri.
Dans un certain sens, répondre aux propos de Nawaf Moussaoui, en rapportant les exactions que son « héros » a pu commettre à l’égard des chrétiens, risque, au final, de faire le jeu du Hezbollah sur le terrain des instincts identitaires…

mardi 27 novembre 2018

"أدهم خنجر" يشعل سجالاً بين القوات وحزب الله

"أدهم خنجر" يشعل سجالاً بين القوات وحزب الله

علّق النائب السّابق إيلي كيروز، على تصريح النائب نواف الموسوي الذي اعتبر فيه أن "أدهم خنجر هو بطل الإستقلال اللبناني الحقيقي والوحيد".

و"لئلا يمر هذا الكلام مرور الكرام لدى اللبنانيين والجنوبيين"، أصدر كيروز بياناً أكّد فيه الآتي:

أولاً: من حق النائب نواف الموسوي أن يعتبر أدهم خنجر أحد أبطال الإستقلال، فهذا شأنه ورأيه، ولكن ليس من حقه أن يحصر هذه الصفة بشخص ويمنعها عن سائر المستحقين من اللبنانيين.

ثانياً: أود أن ألفت النائب نواف الموسوي الى قراءات مغايرة وأحياناً مناقضة لسيرة أدهم خنجر ودور حركته المسلحة وبعضها لمؤرخين وكتاب من جبل عامل.

ثالثاً: لقد تحدث سلام الراسي في كتابه "لئلا تضيع" عن انزلاق أدهم خنجر في الأحابيل الطائفية. وكانت مذبحة عين إبل نهاية حركته الوطنية لأن حركته ابتدأت بشعارات وطنية وانتهت بمأساة طائفية. ويقول سلام الراسي أنه من الصعب تقييم تلك الحركة بدقة وتجرد.

رابعاً: لقد أشار الدكتور منذر جابر في كتابه "الكيان السياسي لجبل عامل قبل 1920" الى "إن المطلب الواضح لأدهم خنجر ورفيقه صادق الحمزة كان الإلتحاق بالمملكة السورية وليس تالياً بلبنان، الكيان المستقل". ويضيف الدكتور منذر جابر: "ليس المجال هنا للحديث بالتفصيل عن هذه الحركة المسلحة ولكن الشيء الملفت أن هذا الموقف الوطني الواعي ينقلب في اللحظة الأخيرة ويتمحور الى هجوم على بعض القرى المسيحية" (عين إبل).

خامساً: تؤكد وثيقة الخوري يوسف فرح بالتفصيل على ما لحق بالبلدات المسيحية وخصوصاً عين إبل من تعديات ومآسٍ على يد الحركات المسلحة آنذاك. ولقد لجأ الأهالي في عين إبل الى القرى الفلسطينية القريبة.

سادساً: هل قرأ النائب نواف الموسوي كتاب "الأمة القلقة" لوضاح شرارة والذي يعرض ويشرح جوانب تلك المرحلة وما حصل على يد أدهم خنجر وحركته مستشهداً بمذكرات الشيخين أحمد رضا وسليمان ضاهر.

سابعاً: إني أدعو النائب نواف الموسوي الى التدقيق أكثر في تاريخ لبنان احتراماً للموضوعية التي يحتاجها لبنان".

http://www.lebanondebate.com/news/409363

vendredi 13 juillet 2018

Hezbollah et ses enjeux ,une libanisation en trompe- l'oueil


L’appareil social du Hezbollah et ses enjeux de 1990 à nos jours : l’expression d’une « libanisation » en trompe-l’œil ? (2/2)

13 juillet 2018
L’appareil social du Hezbollah : une mobilisation par les ressources et par le sens
Compte tenu de la fragilité de l’État libanais et des ambitions socio-économiques du Hezbollah, beaucoup d’observateurs s’inquiètent de la capacité du mouvement à (…)
Politique

L’appareil social du Hezbollah et ses enjeux de 1990 à nos jours : l’expression d’une « libanisation » en trompe-l’œil ? (1/2)

12 juillet 2018
Dès sa création en 1985 en pleine guerre civile, le Hezbollah, appendice socio-politique de la Résistance islamique au Liban (RIL), a déployé un réseau complexe d’institutions sociales en vue de conscientiser la population chiite sous le modèle de la (…)


vendredi 22 juin 2018

“بلدة المئة شهيد” عين إبل

عين إبل ليست مجرد بلدة رائعة من بلدات الجنوب الخلاّب، إنها بلدة الشهادة والشهداء “بلدة المئة شهيد” التي تروي فصلا من تاريخ لبنان، وحكاية صمود وتمسّك بالأرض والوطن والجذور. وعشية ذكرى “المئوية الاولى لإعلان دولة لبنان الكبير”، تتجه الأنظار إلى هذه البلدة التي دفع أبناؤها أرواحهم ثمنا للبقاء والوجود والإنتماء إلى لبنان…
تقع بلدة عين إبل الحدودية على ارتفاع ما بين 720 و 850 متراً عن سطح البحر، وفوق مجموعة الهضاب والسفوح في قلب ما كان يعرف ببلاد بشارة، منفتحة على أفق شبه دائري بالغ الإتساع، تحيط بها من الشمال والشمال الغربي بلدات: بنت جبيل، عيناتا، كونين والطيري، ومن الجنوب والجنوب الشرقي، بلدات: عيتا الشعب ورميش وبعض قرى الجليل الأوسط، ومن الشرق قريتا: يارون ومارون الراس، ومن الغرب بلدتا: حانين ودبل.
يمكن الوصول إلى عين ابل من مداخل عدة: 
فمن الشمال الشرقي: عبر البقاع الغربي، حاصبيا، مرجعيون، ميس الجبل وبنت جبيل.
ومن الجنوب الغربي: عبر الناقورة، علما الشعب، عيتا الشعب، رميش أو دبل.
ومن الشمال الغربي: عبر برج رحال، صريفا، خربة سلم، تبنين، بيت ياحون وصف الهوى.
ومن الغرب: عبر صور، جويا أو صور، قانا وصولاً إلى صف الهوى أو الطيري.
يذهب المؤرخون إلى أن لبلدة عين إبل تاريخين احدهما سحيق يرقى إلى العهد الكنعاني، ويمتد حتى العهود الصليبية ومن بعدها المملوكية، والآخر حديث يبدأ مع العهد المعني ويمتد حتى أيامنا هذه.
وبين عين ابل “الكنعانية” وعين ابل “المعنية”، صلات شتى تتجلى في العيون والبرك والمواسم والموروث المتناقل من العادات والتقاليد، وقد اتحدت كلها في مسمى واحد هو عين ابل الحالية، الأمينة لكل المواثيق اللبنانية الوطنية منها والقومية.
وفي بلدة عين ابل مجلس بلدي أنشئ عام 1953 منتخب ومكون من 15 عضوا، وهي مقسمة إلى ثلاثة احياء، وفيها أربعة مخاتير.
مئة شهيد
رئيس البلدية الحالي عماد للّوس تحدّث ل”أورا” عن شؤون وشجون البلدة، عائدا إلى الظروف الكارثية التي رافقت مجزرة المئة شهيد التي كانت الثمن الكبير الذي دفعته البلدة من أجل بقائها ضمن “دولة لبنان الكبير”. فالمجزرة التي اتخذت الطابع الطائفي ليست كذلك بالفعل، فأسبابها ليست طائفية بل وطنية، كما يؤكد للّوس، لأنّ غالبية النخب السياسية في جبل عامل   إبّان إعلان دولة لبنان الكبير كانت تفضّل الإنضمام إلى دول أخرى، فيما تمسّك أبناء عين إبل ببقائهم ضمن دولة لبنان الكبير، من خلال رسالة رفعها إلى الدولة وجهاء البلدة يؤكدون فيها تمسكهم بهذا الأمر، فكانت النتيجة أن تعرّضت البلدة وأبناؤها لهجوم شنته بتاريخ يوم الاربعاء الواقع فيه الخامس من ايار 1920 عصابات شعبية وقيادات من بقايا الحكم العثماني ، راح ضحيته حوالي 100 شهيد من أبناء البلدة معظمهم من الشيوخ والنساء والاطفال . هذه المجزرة ما زالت حاضرة في الأذهان ومن خلال نصب تذكاري لهؤلاء الشهداء في ساحة كنيسة السيدة وزجاجة تحمل رسالة تاريخية تضم أسماء ابرز الشهداء والشهيدات  وهي ما زالت محفوظة في أرشيف الكنيسة. يؤكّد للّوس أنّ إحياء ذكرى الشهداء يتمّ في احتفالات سنوية بتاريخ 5 أيار، وهي حق للشهداء وواجب على أهل البلدة تكريما لذكراهم أسوة بجميع شهداء لبنان.
ذكرى المئوية
أمّا الإحتفالات بالذكرى المئوية المصادفة عام 2020 وتجاوبا مع توصية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للاحتفال بهذه المئوية ، فلن تكون في أيار، ولكنها ستكون من خلال احتفالية تمتدّ على مدى شهر كامل في آب (شهر المهرجانات في عين إبل) مع دعوة عامة الى جميع اصدقاء عين ابل وكلّ متحدّر من عين إبل في لبنان والخارج للمشاركة في هذه المناسبة التاريخية . وقد اختارت البلدية هذا النوع من الإحتفالات “انطلاقا من أنّ التاريخ صار وراءنا، بدليل أنّ فعاليات بلدات الجوار وأهلها أصبحوا يشاركون بلدة عين إبل في مهرجاناتها” وفي زياح عيد السيدة التقليدي السنوي ، كما يؤكد للّوس، “وانطلاقا بالتالي من أنّ المستقبل هو الأهمّ من خلال العمل على عودة أهل عين إبل نازحين ومغتربين إلى بلدتهم وبلدهم  والتعرّف عليه وعلى تاريخه وحاضره.” ويضيف “أنّ لجنة متابعة لهذا الموضوع سيتمّ تشكيلها كي تعمل على تأمين مكان إقامة النازحين والمغتربين وكل اللوجستيات المطلوبة لمشاركتهم في هذه الإحتفالية.”
عين إبل ليست فقط بلدة الشهداء، ولكنها أيضا بلدة الخيرات الزراعية وبخاصة زراعة الزيتون، وفي هذا الإطار يقول رئيس البلديّة “إنّ الزيتون هو من أهمّ الزراعات في البلدة، لأن باقي الزراعات كالدخان والتفاح أصبحت قليلة. تحتوي اراضي عين إبل وفق احصاء اجرته البلدية عام 1975 حوالي 50 ألف شجرة زيتون موزّعة على مالكي الأراضي الزراعية، ويكاد لا يخلو بيت من شجرة زيتون. الموسم هذا العام كان وفيرا، ولكن لهذه الوفرة سيف ذو حدين لأنها تطرح إشكالية انخفاض أسعار الزيت مع ارتفاع الإنتاج وعدم توفر أسواق التصريف. ولكن هذا هو واقع الفلاح بشكل عام…” ويضيف للّوس:”عملنا في هذا الإطار للإستحصال على مساعدات من وزارة الزراعة للمزارعين، كالأسمدة ومواد أخرى. كما أننا بصدد إنشاء شركة مساهمة للاستثمار في الزراعة بالإشتراك مع مكتب تنمية الريف في الرابطة المارونية وجامعة الروح القدس-الكسليك. والشركة التي أصبحت في أواخر مراحلها التأسيسية ستبدأ عملها في مشروعين كبيرين: مشروع زراعة حوالي 70 دونما من أشجار الكرمة، والمشروع الثاني هو اسثمار كرم زيتون تابع لمطرانية صور المارونية وهو الأكبر في المنطقة، لاستصلاحه وزراعته بناء على أسس علمية مما يعود بالفائدة على الزراعة والبلدة بشكل عام.” 
وبالإضافة إلى هذه الشركة المساهمة، تعمل البلدية على مشروع ريّ لمنطقة زراعية واسعة، من خلال إصلاح نبع ماء قديم ( العين الفوقا ) وبركة اثرية في البلدة تحمل اسم: “العين التحتا”، لتأمين بركة وخطوط ريّ تروي ألف دونم من الأراضي الزراعية، كما يشرح للّوس، ويضيف، “أنّ هذا المشروع هو في طور التنفيذ بالتعاون مع صندوق التنمية الإقتصادية والإجتماعية وبتمويل من المجموعة الأوروبية. وهذا المشروع يراد منه تشجيع الزراعات المرويّة مثل الصعتر والسمّاق والخضار المرويّة على أنواعها، وبخاصة أنّ مياه الريّ سيتمّ تأمينها مجانا للمزارعين.”
ومن المشاريع الإنمائية الأخرى الموجودة فعليا في البلدة، “تأمين الكهرباء على مدار الساعة، من خلال 3  مولدات تابعة للبلدية وشبكة خطوط حديثة. كما تعتمد عين إبل في تأمين مياه الشفة على بئر ارتوازية خاصة بالبلدة تشرف عليها البلدية، والتي لولاها لعطشت عين إبل لأن مياه الدولة قليلة جدا.. وبالإضافة إلى البئر الحالية  يوجد في البلدة بئر إرتوازية أخرى ولكنها معطّلة، تعمل البلدية على إصلاحها بناء على وعد من مصلحة جنوب الليطاني.” 
وفي قضيّة النفايات، تعمل البلدية كما يشرح للّوس، “على مشروع فرز النفايات وتسبيخها، بالتعاون مع كلّ من الكتيبة الإيطالية والإيرلندية والفنلندية في اليونيفيل، ومع منظّمة “Mercy corps” وهو مشروع دخل أخيرا مراحله التنفيذيّة.”
السياحة الدينية
ويؤكّد للّوس “أنّ البلدية تعمل بشكل أساسي على إبراز الوجه السياحي للبلدة، وبخاصة في ما يتعلّق بالسياحة الدينية، وصولا إلى وضعها على الخارطة العالمية للسياحة الدينية، وفي هذا الإطار وبالإضافة إلى المهرجانات الصيفية السنوية- التي تمتد بين أواخر تموز وأواخر آب، والتي تستقطب بين 4 و5 آلاف شخص يشجّعهم على المجيء وجود فندق “تلّة السنديان” ( Oak Hills)المصنّف 4 نجوم- تعمل البلدية، على مشروع إقامة مزار ضخم للسيدة العذراء “أمّ النور” على أعلى تلّة في عين إبل هي تلّة  “ضهر العاصي “، والمزار هو عبارة عن برج بارتفاع 54 مترا يعلوه تمثال “أمّ النور” بارتفاع 14 مترا، ليكون بذلك من بين اعلى المزارات  في لبنان. وقد وضع غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العام الماضي حجر الأساس لهذا المزار الذي بدأ العمل فيه، ليضم عند اتمامه قاعة تتسع ل500 شخص، الى كنيسة، وبرج وسلالم (333 درجة) ومصعد، وتمثال. ومن أعلى البرج يمكن للزائر مشاهدة الأراضي المقدسة بالعين المجرّدة. وبالإضافة إلى كونه من بين الأعلى في لبنان، تكمن أهمية هذا المزار المشيّد على اسم السيدة العذراء أمّ النور، في أنه يقع في منطقة متعددة الطوائف . هذا المشروع يشجّع طبعا أهالي عين إبل كما كل اللبنانيين والسيّاح على زيارة هذه البلدة.”
السكان وفرص العمل
إنّ نسبة النزوح المرتفعة  عن عين إبل ووجود 1500 شخص من أصل 13 ألف من المقيمين فيها في الشتاء، ليس مردّه فقط إلى غياب فرص العمل والعوامل الجغرافية وغيرها، بل إنّ ملفّ فئة المبعدين قسرا عنها منذ العام 2000 يشكّل أحد أهم العوائق أمام عودة أهالي البلدة إليها. وعن هذا الموضوع يقول رئيس البلديّة “إنّ العودة المشرّفة والمحقة  لأهلنا المبعدين قسرا لم تتحقق بعد للأسف رغم كلّ وعود الجهات الرسمية ومحاولاتنا وعلى جميع الصعد، ورغم أنّ رئاسة الجمهوريّة قد تحركت مؤخرا مشكورة في ما يتعلق بهذا الملف، إلاّ أنّ أيّ نتيجة لم تتحقق بعد.” ويأمل للّوس بأنّ “تحلّ الدولة هذا الملف في أسرع وقت، لأنّ المبعدين هم مواطنون معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ أبعدوا قسرا عن بلداتهم، ومن الظلم ان تبقى وصمة التعاون مع إسرائيل تنغّص عليهم حياتهم وتمنعهم من العودة إلى أهلهم وقراهم ووطنهم. وكلّما تأخرّت المعالجات، كلّما تقلّصت إمكانيّات الحلول، ولذلك فإنّ تحرّك الدّولة مطلوب الآن وفي أقرب وقت.”
ومن أسباب غياب أهل عين إبل عنها وبخاصة منهم فئة الشباب، هو محدودية فرص العمل، ولكن للّوس متفائل في هذا الإطار ، لجهة  احتمالات عودة قسم لا بأس به من أهل البلدة إلى الإقامة فيها.
بيع الاراضي
وفي ملفّ تداخل أراضي عين إبل مع أراضي الجوار، يشير إلى عدم وجود مشاكل كثيرة في هذا الإطار باستثناء مشاع واحد متنازع عليه حاليّا، ولكنّه يؤكّد أنّ المشكلة الأكبر تكمن في بيع الأراضي، “إذ أنّ البعض يعمد إلى بيع أرضه كما في باقي البلدات التي تعاني من الأزمة عينها. ونعمل جاهدين على إقناع أهلنا بألا يبيعوا أرضهم، مهما كانت الظروف الا بعد عرضها على الميسورين من اهل البلدة .”
وفي هذا الإطار يطالب للّوس الدولة بزيادة مخصصات البلدية “لتمكينها من اجل اقامة المشاريع القادرة على تشكيل  فرص عمل في البلدة، لكي يبقى أهلها فيها وتعود إلى مجدها السابق اقتصاديا واجتماعيا .  عين إبل كانت تشكّل تاريخيا مرجعية معنوية واجتماعية لسكان الجوار وبخاصة في أثناء المنازعات والأزمات، نظرا لوجود نخبة من أبنائها المتنورين والحكماء المقيمين فيها.” وعن أسباب صمود البلدة وأهلها رغم الأزمات، يؤكّد للّوس “أنّ عين إبل ليست مجرّد بلدة، إنها حصيلة تاريخ عريق في الوطنية والثقافة قائم بذاته بفضل ما توفر لأبنائها مع مرور الزمن من ظروف التعليم والثقافة التي عرفوها باكرا في ظل ألأمارة المعنية  التي  شجعت التعليم الى جانب  الزراعة فكان  أحد أبناء عين ابل واول كاهن عليها من بين خريجي المعهد الماروني في روما (الخوري عبدالمسيح الياس الطويل 1630) ، وهو المعهد عينه الذي درس فيه لاحقا ( 1923) إبن بار من أبنائها  أصبح سنة 1975 البطريرك الماروني الخامس والسبعين ثم كاردينالا.  كان لعين ابل مدرستها اليسوعية  منذ سنة 1855منذ ذلك التاريخ كانت ولا تزال تخرج الافواج تلو الافواج من أبنائها وأبناء المنطقة على محبة لبنان وقيمه الرائدة في تنمية العيش المشترك . أن وقوع بلدة عين أبل في محيط متنوّع الطوائف قد شكّل لأهلها مع الزمن حافزا على البقاء وأتاح لها ظروفا لتقديم شهادة  المسامحة والتعايش… أهل عين إبل يسكنهم الشعور بالمسؤولية نحو هذا الإنتماء، ولذلك يرددون-مقيمين ونازحين ومهاجرين- اسمها كما يرددون صلاتهم. عين إبل تسكن في أهلها أكثر ممّا يسكن أهلها فيها…”
لارا سعد مراد
العدد الثامن     ORAUNIOn  2018

http://www.oraunion.org/%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A6%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A/

lundi 18 juin 2018

حاصباني من رميش: نطالب بعودة النازحين السوريين وحل مشكلة المبعدين اللبنانيين وعودتهم من الاراضي المحتلة

زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، يرافقه منسق منطقة الخليج في “القوات اللبنانية” فادي سلامة، دير سيدة البشارة في بلدة رميش – قضاء بنت جبيل للقاء أهالي البلدة وأهالي قرى عين ابل ودبل والقوزح، وكان في استقباله النائب العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الأب كرم رزق ورئيس الدير الاب بطرس عيد ونائب رئيس بلدية رميش كميل الحاج ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ومنسقو “القوات” في بنت جبيل الياس الحصروني ومرجعيون وممثل “التيار الوطني الحر” في اقليم بنت جبيل وصور وسام العميل وعدد من الرهبان والراهبات وفاعليات حزبية وصحية وتربوية.
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من رزق، ألقى حاصباني كلمة نوه في مستهلها ببلدة رميش وقرى المنطقة وقال: “يسعدني أن أكون بينكم اليوم في واحة العيش المشترك، واحة مليئة بالأمل وبرؤية زاهرة للمستقبل ومفعمة بالحيوية والنشاط والإيمان بلبنان الذي نحلم جميعا به، وطنا لكل مواطنيه، وطن العيش المشترك والتعاون والشراكة الحقيقية. دعونا نرى هذا النموذج ينمو ويتطور بعد معاناة سنوات وابتعاد وحرمان ومآس على المستوى الاجتماعي والإنساني والأمني. نرى اليوم مؤسسات تعود للنمو في منطقة يعودون اليها ولا يتركونها ولم يبتعدوا عنها إلا بالفكر لا بالقول ولا بالعمل. أتيت اليوم في هذه الزيارة، وعلى الرغم من أننا في حكومة لتصريف الأعمال، وكلمة أعمال بالنسبة إلي أهم من كلمة التصريف لأن العمل لا يتوقف، أتيت اليوم ملتقيا بكم، ناظرا مباشرة في وجوهكم، مستمعا لمشاكلكم، لتحدياتكم وتطلعاتكم لأننا أينما كنا في أي مكان وزمان وفي أي موقع، نتطلع دائما لنعمل يدا بيد مع المعنيين مباشرة في خدمات الدولة لنعمل وبالإمكانات المحدودة في الدولة لنحقق ولو بداية الأجزاء الأساسية والضرورية من تطلعات كل المواطنين على الأراضي اللبنانية مهما ابتعدوا جغرافيا من المراكز والمدن ومواقع صناعة القرار، لأن القرارات تصنع اينما كان وفي كل مكان إذا ما كان المسؤول قريبا من المواطن الذي يلقي الشكوى”.
أضاف: “لبنان اليوم يمر في مرحلة دقيقة تواجه تحديات كبيرة، تحديات اقليمية وداخلية، وأهم هذه التحديات التي يعانيها المواطن هي الاقتصادية والاجتماعية وعلينا ان نضعها في مقدمة لائحة الأولويات، لأننا أولا وآخرا موجودون لخدمة المواطن وتحقيق حياة كريمة وتقديم ما يمكن أن تقدمه الدولة من بيئة مؤسساتية سليمة لكي يحصل المواطن على خدماته من دون منة أو مصاعب أو حرمان، وعلى الرغم من الامكانات المحدودة، نعمل دائما على العمل وتوزيع هذه الامكانات على كل الأراضي بطريقة عادلة وبحسب الحاجة”.
ودعا الى “تضافر الجهود والتفكير بالشراكة ومساعدة الشريك قبل ان يخطىء والعمل على البناء وتصويب البوصلة بالاتجاه الصحيح”. وقال: “هناك هموم ومشاكل كثيرة، هموم المنطقة هنا بعضها فردي وبعضها معمم على كل الاراضي، وعلينا ان نعمل على ما هو معمم ونركز ايضا على ما هو خاص في المنطقة”.
وتابع: “لبنان لا شك في انه يعاني أزمات كثيرة منها أزمة النزوح التي تلقي بثقلها على المجتمع الحاضن في لبنان، وكلنا نعمل بطريقة أو بأخرى لكي نصل الى نهاية سريعة لهذه الحال الاستثنائية ويعود النازحون الى بلادهم آمنين وبأسرع وقت، ولكننا ايضا لا ننسى ان هناك لبنانيين خارج الاراضي اللبنانية علينا ان نعمل بالجدية عينها لنعيدهم سالمين الى لبنان، وبروح الشراكة والانفتاح والمحبة، نتمنى ان نبقى على هذا الدرب بكل شفافية ومصداقية بخط مستقيم وواضح ونعمل معا بغض النظر عن اختلافاتنا واختلافات وجهات نظرنا من حين الى آخر في ملف هنا او ملف هناك. المهم ان نبقي الشراكة في العمل الدؤوب لبناء مؤسسات الدولة التي هي المدماك الاساسي في بناء الدولة القوية والجمهورية الديموقراطية التي استشهد من أجلها الكثيرون في تاريخ لبنان، نحن مؤتمنون عليها يجب ألا نفرط بأي جزء من أجزائها، بل علينا إعادة بنائها وتطويرها بالشراكة الحقيقية والعيش المشترك والتعاون”.
وختم حاصباني: “سنبقى نعمل سويا مواطنين ومسؤولين للوصول بالإمكانات المتاحة الى القدر المستطاع من التقدم والاستقرار الاجتماعي والإنساني وفي بناء المجتمع والوطن”.
علم ثم ألقى عضو المجلس المركزي في “القوات اللبنانية” جان علم كلمة نوه في مستهلها بزيارة حاصباني وتحدث عن “صمود وتاريخ أهل المنطقة وتمسكهم بأرضهم وانتمائهم”. وقال: “هذه المنطقة لن تغيب عن بال وزرائنا ونوابنا، ولن يبخلوا حيثما توفرت الامكانات، ولكن الهموم والحاجات كثيرة والحكومة عليها متطلبات والتزامات كثيرة تجاه هذه المنطقة”. ونوه بالدور الذي يقوم به حاصباني والشفافية التي يتمتع بها.
اللوس وكانت كلمة باسم البلديات لرئيس بلدية عين ابل عماد اللوس طالب فيها “بالاهتمام بمستشفى بنت جبيل الحكومي وتجهيزها بالمعدات والوسائل والتقنيات الحديثة بالإضافة الى تشجيع القطاع الطبي الخاص وخصوصا مستشفى عين أبل الذي يعاني نقصا في تجهيزاته، والنظر الى البلدات بعين المساواة الانمائية، إن لجهة المياه أو الكهرباء وغيرها”، وناشد الحكومة “بحل مشكلة المبعدين الموجودين في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعودتهم الى ديارهم”.

والقى نائب رئيس بلدية رميش الاستاذ كميل الحاج مداخلة شكر فيها حزب “القوات” وبالاخص وزير الشوؤن الاجتماعية بيار بو عاصي على مساعدته رميش بأقامة معمل لفرز النفايات وطلب من وزارة الصحة الاهتمام بموضوع المعاقين وتأمين احتيجاتهم من الدواء والكرسي الالي للتجول.
الحاج
بعد انتهاء الاحتفال عقد حاصباني لقاء مع فاعليات القطاع الصحي في المنطقة واستمع منهم الى شرح مفصل عن معاناة المنطقة وأهم حاجاتها الصحية، ثم انتقل والوفد الى عين ابل حيث أقيم غداء على شرفه بعدها توجه الى ضريح القائد في المقاومة اللبنانية الشهيد كيروز بركات حيث وضع إكليلا من الورد وتفقد موقع برج ومعبد أم النور في البلدة. ثم تابع حاصباني والوفد الجولة الجنوبية الى قضاء مرجعيون حيث سيشارك في صلاة الغروب في دير مار ماما في دير ميماس ويلتقي الأهالي، وكذلك سيشارك في عشاء الماكينة الانتخابية ل”قوات كتائب مستقلين” في جديدة مرجعي

https://www.lebanese-forces.com/2018/06/16/hasbani-for-the-safe-and-speedy-return-of-the-displaced-and-not-to-forget-the-lebanese-expelled-from-lebanese-territory/