-:حقيق هذا العيد سيطرح أمر تحديد حدود لبنان،
والحدود اليوم ليست حدود عام 1920 وليست حدود لبنان الكبير.
وهل سنعيد فتح ملف غورو،
لذلك ندعو الى عدم الأخذ بهذا الاقتراح، حتى لا تطرح أمور اخرى”.
Hassan Fadlallah
=============================================
رسالة مفتوحة إلى دولة الرئيس نبيه بري:
لا للاحتفال بدولة لبنان الكبير
October 6, 2017 08:14 AM
الكاتب: د. حسان حلاق
المصدر: aliwaa
FacebookTwitterGoogle+EmailP rintShare
لأنه قرار الإحتلال الأجنبي عام 1920 نعم للإحتفال بالقرار اللبناني المستقلّ عام 1943
دولة الرئيس، يهمني إحاطتكم بما يلي:
احتلت فرنسا لبنان في عام 1918 بعد انهيار الدولة العثمانية، ومن ثم جرى احتلال سوريا في تموز عام 1920 بعد معركة ميسلون. وبعد احتلال سوريا، وبالتحديد في 31 آب 1920 صدر قرار إعلان دولة لبنان الكبير، وفي اليوم التالي في الأول من أيلول 1920 كان الاحتفال بحضور ورعاية الجنرال غورو في قصر الصنوبر في بيروت، بمشاركة كبار الضباط الفرنسيين ومشاركة البطريرك الماروني الياس الحويك الذي شارك على مضض، ومفتي بيروت المحروسة الشيخ مصطفى نجا الذي أجبر على الحضور والمشاركة.
أعلن الجنرال غورو فصل لبنان عن سوريا وخلق دولة جديدة مؤلفة من متصرفية جبل لبنان، ومن مدن الساحل والأقضية الأربعة (التابعة سابقاً لولاية بيروت وولاية دمشق).
وبالرغم من أن المسلمين رفضوا صيغة دولة لبنان الكبير رفضاً قاطعاً، ليس بسبب رفضهم تقسيم بلاد الشام بين فرنسا وبريطانيا وحسب، ولكن لأن دولة لبنان الكبير ولدت بقرار المحتل الفرنسي. وخلافاً لما يعتقد البعض بأن البطريرك الماروني الياس الحويك كان مؤيداً ومؤازراً لدولة لبنان الكبير، فقد تخوف من مستقبل هذه الدولة الوليدة، بعد أن تبين له بأن عدد المسلمين في هذه الدولة يوازي عدد المسيحيين، بعد أن كان المسيحيون هم الأكثرية في متصرفية جبل لبنان، لهذا، أبدى البطريرك الماروني تخوفه من الديموغرافيا الإسلامية في عام 1920، وفي المستقبل.
لقد عانى المسلمون والمسيحيون من السياسة الفرنسية معاناة كبيرة لا مثيل لها في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والطائفية والمذهبية، حتى أن البطريرك الماروني الياس الحويك أشار أمام وفد إسلامي – مسيحي مشترك برئاسة سليم علي سلام (أبو علي) والد الرئيس صائب سلام وجد الرئيس تمام سلام إلى استيائه من السياسة الفرنسية في لبنان، فبادره أحد أعضاء الوفد، ولماذا صاحب الغبطة أيدتم احتلالها للبنان، فقال البطريرك «يا ابني وجدنا فرنسا مثل النار، كنا من بعيد نتدفأ على حرارة عاطفتها، أما اليوم، وقد أصبحت قريبة منّا، فقد أخذت هذه النار تحرقنا» (أنظر: صائب سلام: وهل فشل الاستقلال، مجلة المقاصد، العدد الأول، كانون الثاني (يناير) 1981، ص 164).
إن المسلمين وبعض المسيحيين عانوا معاناة واضحة في فترة الاحتلال الفرنسي للبنان. لذلك؛ فإن المسلمين تحديداً وهم طلاب الوحدة على مر العصور أظهروا مواقف سياسية من الاحتلال الفرنسي نظراً للمواقف السلبية الفرنسية واللبنانية من المسلمين كافة، ومن بين المواقف الإسلامية:
رفض المسلمون صيغة دولة لبنان الكبير عام 1920، من خلال عدد من المواقف السياسية.
لم يشارك المسلمون في الإحصاء السكاني الأول عام 1922.
لم يشارك المسلمون في صياغة الدستور اللبناني عام 1926.
رفض المسلمون إعلان الجمهورية اللبنانية عام 1926.
شارك المسلمون في إحصاء عام 1932 لتخوفهم من أن يكون هذا الإحصاء هو الأخير.
رفض المسلمون المعاهدة الفرنسية – اللبنانية عام 1936.
أيد المسلمون وتحالفوا مع المسيحيين من أجل استقلال لبنان عام 1943.
رفض المسلمون السياسة الفرنسية القائمة على التمييز العنصري والطائفي بين المسلمين والمسيحيين طيلة أعوام 1918 – 1943.
وفي الوقت نفسه، لم يلمس المسلمون في لبنان طيلة عهد الاحتلال الفرنسي (1918 – 1946) تحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين، بل عملت فرنسا على تعميق الطائفية والانقسامات بين اللبنانيين والمناطق اللبنانية، حتى أن الرسائل المتبادلة بين رئيس الجمهورية إميل اده والمفوض السامي الفرنسي والمعروفة باسم (6 و6 مكرر) المتضمنة وعوداً بتوزيع المناصب في الدولة اللبنانية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، لم تطبق ولم تنفذ لأسباب فرنسية وطائفية لبنانية، بالرغم من أن المسلمين في لبنان لا سيما سكان الساحل والأقضية الأربعة كانوا يسددون سنوياً للدولة 82% من واردات الخزينة اللبنانية، بينما كان يصرف منها 80% على سكان ومناطق جبل لبنان، ولا يصرف منها على سكان الساحل سوى النذر القليل.
ماذا نقول للذين اعتقلوا من أبطال الاستقلال عام 1943: بشاره الخوري، رياض الصلح، كميل شمعون، سليم تقلا، عبد الحميد كرامي، عادل عسيران، عندما يعلمون أن اللبنانيين يريدون الاحتفال بقرار المحتل الفرنسي الذي أعلن ولادة دولة لبنان الكبير؟
ماذا نقول لهؤلاء القادة الذين اعتقلوا بسبب حذف بصمات الانتداب الفرنسي من الدستور اللبناني، كما يقول الرئيس بشارة الخوري في مذكراته «حقائق لبنانية» الجزء الثاني، ص (42)؟
ماذا نقول للقادة من النواب الذين قاموا بتعديل شكل ورسم العلم اللبناني، ووقعوا على العلم المعدل، وفي مقدمة هؤلاء صائب بك سلام؟
ماذا نقول لشهداء الوطن، وماذا نقول لجماهير الاستقلال؟
ماذا نقول للشيخ بيار الجميّل الذي سجن بسبب رفضه ممارسات الفرنسيين في عام 1943؟
وماذا نقول للبنانيين في ساحة الشهداء، ومختلف الأحياء البيروتية الذين عبروا عن التضامن والوحدة الوطنية بين الكتائب بقيادة الشيخ بيار الجميل والنجادة بقيادة عدنان الحكيم؟
ماذا نقول لحكومة بشامون الاستقلالية التي تألفت من حبيب أبو شهلا وصبري حماده والأمير مجيد ارسلان؟ ماذا نقول لتضحيات المجلس النيابي مجتمعاً عام 1943؟
إِن استقلال لبنان عام 1943 هو أهم بكثير من إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، لهذا قال الرئيس بشاره الخوري بعد الانتصار على الانتداب الفرنسي «نصر من الله وفتح قريب» (المذكرات، جـ2، ص 59).
أتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
أتوجه إلى دولة رئيس مجلس النواب اللبناني
أتوجه إلى دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني
أتوجه إلى المجلس النيابي اللبناني رئيساً ونواباً
أتوجه إلى الحكومة اللبنانية رئيساً ووزراء
أتوجه إلى السيدة بهية الحريري وإلى لجنة الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير (1920-2020).
نناشدكم بأهمية الاطلاع على تاريخ لبنان المعاصر، ونناشدكم الاطلاع على ممارسات السلطة الفرنسية طيلة عهد الاحتلال.
يكفي الشعب اللبناني انقسامات نتيجة القرارات غير المدروسة وغير المتوازنة، منها قرار التعطيل يومي السبت والأحد، وليس آخرها اقتراح باستحداث عيد جديد لتعطيل جديد هو «عيد دولة لبنان الكبير 1920» وكأن سعادة النائب الأستاذ نعمة الله أبي نصر صاحب الاقتراح نسي أن قرار إنشاء دولة لبنان الكبير هو القرار الصادر عن المحتل الأجنبي عام 1920، بينما استقلال لبنان عام 1943 هو قرار الشعب اللبناني: بمسلميه ومسيحييه دون استثناء، لذلك، ينبغي أن لا نقضي على احتفال الدولة اللبنانية والشعب اللبناني باستقلال لبنان سنوياً، من أجل استحداث عيد جديد لا ضرورة له، لأن اللبنانيين عانوا – وما يزالون – يعانون من نتائج الانتداب الفرنسي، ولا ضرورة لمزيد من الانقسامات.
لقد حاولت فرنسا في فترة انتدابها للبنان جعل ذكر إعلان دولة لبنان الكبير، ذكرى سنوية للشهداء في لبنان، فإذا بجميع اللبنانيين رسميين ومجتمع أهلي رفضوا الفكرة من أساسها، لأن أحداً من اللبنانيين لم يستشهد في 31 آب عام 1920، ولا في أول أيلول عام 1920، وبالتالي فإن ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير ليست في الأصل ذكرى توحد اللبنانيين بل هي ذكرى انقسام بينهم.
نناشدكم جميعاً ونقول:
لا للاحتفال بقرار الاحتلال الأجنبي إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920.
نعم للاحتفال بالقرار اللبناني المستقل باستقلال لبنان عام 1943
ليس واضحاً بماذا يهدّدنا ممثّل الجالية الإيرانية في البرلمان اللبناني حينما يتحدث عن “نَبش آخر” يقابل ما يسميه هو “نبش” تاريخ لبنان الكبير! مضحك أن يزعم هذا النائب الإيراني “المجنّس لبنانياً” أنه يملك “ملفّاً” إسمه “ملف غورو”! فهل يطلع اللبنانيين (أو الإيرانيين) على محتويات هذا الملف الإستخباري الخطير؟ هل كان الجنرال غورو عميلاً.. للموساد؟
ثم ما هي “الأمور الأخرى” التي يهددنا بها هذا النائب “المأيرن” (نسبةً لإيران الشاه!)؟ نتمنى على النائب فضل الله (إبن خالة فلان!) أن يجيبنا بالفارسي، أو أقلّه بالعربي “بلكنة إيرانية”!
في ما يلي ردّ “لقاء سيدة الجبل” بلسان النائب السابق الدكتور فارس سعيد
لقاء سيدة الجبل
مندوبو الصحافة الكريمة،
السادة الحضور.
باسم “لقاء سيدة الجبل” الذي أتشرّف برئاسته، دعوتكم إلى هذا اللقاء الصحافي للتوقفِ أمام كلامٍ خطير لنائبٍ في البرلمان اللبناني شكّك علناً وجهاراً، إلى حدّ الإنكار، بمفهوم “لبنان الكبير، وطناً نهائياً لجميع أبنائه”.. هو النائب الكريم السيد حسن فضل الله، عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” في البرلمان. والذي قال: “نحن نعود إلى نبش التاريخ لتحديد ما هو وطني وغير وطني، لدينا عيد الاستقلال ونحتفل به، أما فتح التاريخ فسيفتح الباب أمام نبشٍ آخر، وتحقيق هذا العيد سيطرح أمر تحديد حدود لبنان، والحدود اليوم ليست حدود عام 1920 وليست حدود لبنان الكبير. وهل سنعيد فتح ملف غورو، لذلك ندعو الى عدم الأخذ بهذا الاقتراح، حتى لا تطرح أمور اخرى”.
وضرورةُ التوقفِ أمام هذا الكلام إنما تُمليها قناعتي المطلقة، إلى حدّ الإيمان، بأن هذا اللبنانَ الكبير، والنهائيَ لجميع أبنائه، والذي نعيشُ في كنفه منذ مائة عام، ليس أقلَّ من رمزٍ لهويتِنا الوطنية الجامعة، وشَر۫طِ حياة، وضمانةِ مستقبل، وحِف۫ظِ مصالحَ ودَر۫ءِ مفاسد، لجميع أبنائه بلا استثناء، بمن فيهم مَن۫ قد يشكّكون بمشروعيةِ هذا اللبنان “لغايةٍ في نفس يعقوب”.
وسوف أتوقّفُ، منكِراً على النائب الكريم كلامَه إلى حدّ المطالبة بتعريضه للمساءلة الرسمية، أتوقَّف من موقعي كمواطن لبناني وكمسيحيّ لبناني (يُفترض أن هذا النائب يمثّلني بحسب الدستور، أي بصفته نائباً عن الشعب اللبناني)، كما أتوقَّف انطلاقاً من قناعاتي التامة بالشراكة المنصفة والمتكافئة مع جميعِ إخوتي اللبنانيين من كلِّ الطوائف، بمن فيهم الشيعة بطبيعة الحال.. فلبنان يكون بكلّ مكوّناتِه أو لا يكون!
بَي۫دَ أن هذا التشكيك الذي نستنكرُه بشدّة لا يفاجئنا أبداً، لأننا سمعناه من داخل كل الجماعات اللبنانية، وفي مراحلَ مختلفة على مدى مائة عام.. حتى ليُمكنُ القول أن تاريخَ لبنان الكبير هذا كانت تتجاذبُه على الدوام نزعتان: نزعةُ التشكيك بمشروعية الكيان وضرورته ومعناه وجدواه من جهة، ونزعةُ الإيمان بذلك كلِه من جهة ثانية… ولا حاجةَ بنا إلى استعراضِ التفاصيل المعلومة للجميع، ولا إلى القول بأن نزعةَ الإيمان كانت هي المنتصرة في كل المراحل، وإن۫ بأثمانٍ باهظة وتضحيات كثيرة لعلّها من طبيعة التاريخ. ولنقُل۫ أيضاً أن تلك الأثمان الباهظة، بما فيها حروبٌ كاملةُ الأوصاف، هي التي أوصلَتنا إلى استنتاجِ العبر واستخلاصِ الدروس التي كتبناها في ميثاقِ الطائفِ ودستوره، معطوفين بقوة وأمانة على فكرةِ التأسيس 1920 وميثاقِ الاستقلال 1943 وأمانةِ العيش المشترك.
لا أريدُ أن أحيلَ النائبَ الكريم على أدبيات الطوائف الأخرى والاعتبارات التي حملتها على التمسّك بلبنان الكبير والوفاءِ له، ولن أحيلَه خصوصاً على منطق كنيستي، الكنيسة المارونية، التي توافَقَ اللبنانيون على أن الفضلَ الأول في تأسيس الكيان عام 1920 إنما يعود إليها، وعلى أنها “كنيسةٌ خبيرةٌ بالعيش المشترك، مثلما الكنيسة الرسولية الجامعة خبيرة بالسلام العالمي” على ما جاء حقاً وصدقاً في نصوص المجمع البطريركي الماروني 2006.. حسبي، من موقعي كماروني لبناني، أن أقول – وفقاً لأدبيات كنيستي في نصوص المجمع البطريركي الماروني – بأن اختيارنا التاريخيّ هذا كان يعني بداهةً وحُكماً رفضنا أن نكون “أهلَ ذمّة” لأي فئة طائفية في الداخل اللبناني، أو “جالية” لأي دولة أجنبية في الخارج، فضلاً عن أن يكون لبنان كياناً خاصاً بنا.. كان هذا خيارَنا في الماضي، وهو الآن أقوى مما كان… قلتُ لن أحيلَ النائب الكريم على أدبيات طائفتي والطوائف الأخرى التي آمنت بلبنان الكبير وطناً نهائياً، بحدوده المعترف بها دولياً وبمساحة 10452 كلم².. بل سأحيله على كلامِ شيعيّ في الصميم وتمثيليّ بامتياز، عبّرَ ويعبّرُ حتى هذه اللحظة – في رأيي وتقديري – عن وجدانِ الأكثريةِ الساحقة في الطائفة الشيعية الكريمة وعن إجماعٍ هو الأوسع في تاريخها اللبناني.
يقولُ الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رحمه الله) في وصاياه، بعد أن عرض لتجربة الشيعة اللبنانيين منذ العهد العثماني ثم تأسيس الكيان عام 1920، ثم إنجاز الاستقلال عام 1943 وصولاً إلى اتفاق الطائف وصيغته ودستوره: “هذه التجربة تُعتبر نموذجاً للنجاح الوحيد الذي تحقّقَ في العصرِ الحديث لتصحيحِ وضع الشيعة في مجتمعٍ متنوّع”.
ثم يقول في ختامِ هذا العرض كلاماً جوهرياً يتّصل بموضوعنا اليوم (موقف النائب فضل الله)، … وهو كلامٌ ننصحُ النائب الكريم بالاطلاع عليه في مصدرِه (الوصايا)، وبإعادةِ النظر في موقفه بناءً على هذا الكلام الشيعي بامتياز، واللبناني بامتياز، والعربي بامتياز، والإسلامي بامتياز، والإنساني التقدّمي في محصّلة مقاصِدِه… يقول:
“وهذا المبدأ، أي لبنان الوطن النهائي لجميعِ بنيه، إنما يعودُ الفضلُ في اقتراحِه بهذه الصيغة الواضحة والحاسمة إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في وثيقته الصادرة عام 1977 (بعناية الإمام السيد موسى الصدر). وقد أرسينا فيها هذا المبدأ الأساس والأهم في تاريخ لبنان السياسي – على ما أعتقد – لقطع دابر أيةِ مخاوفَ مسيحية من قضايا الذوبان والاندماج… والحقيقة أن هذا المبدأ وُضِعَ ليس فقط استجابةً وترضيةً للمسيحيين، بل كان ضرورةً في ما نعي – ولا أزال أعتقد بذلك إلى الآن (قبيل وفاته بأسابيع قليلة عام 2000) – ضرورةً للاجتماعِ اللبناني ولبقاءِ كيان لبنان، ليس لمصلحة لبنان وشعبه فقط، وإنما لمصلحةِ العالم العربي في كثيرٍ من الأبعاد، وحتى لمصلحة جوانبَ كثيرة من العالم الإسلامي، ونحن نمرُّ في حقبةٍ تاريخية مفصلية تتعلّقُ بقضايا التنوُّع والتعددية السياسية وما إلى ذلك. هذا بالإضافة للنظر إلى ضرورةِ وجود وفاعلية المسيحيين في لبنان”…
أشدّدُ على كلمات الإمام شمس الدين الأخيرة: “… نحن نمرُّ في حقبةٍ تاريخية مفصلية تتعلّق بقضايا التنوع والتعددية السياسية وما إلى ذلك.. هذا بالإضافة للنظر إلى ضرورة وجود وفاعلية المسيحيين في لبنان”. تلك الحقبة التاريخية التي أشار إليها الإمام شمس الدين عام 2000، حملته على التمسُّك بلبنان الكبير والوطن النهائي.
نحن اليوم في الحقبةِ التاريخية المفصلية ذاتَها، إنما في أشدّ تعقيداتِها ومخاطرها.. والمفارقة أنّ الشيءَ نفسَه يحمِل النائب المحترم على التشكيك في ما تمسّك به إماما طائفته: الصدر وشمس الدين!!!
نحن نعلم أن التشكيك يأتي عادةً في لحظةٍ يكون فيها المشكّكُ قلقاً على وضعيَته في الكيان… أما صاحبنا، النائب، فيُخبرنا أن شعورَه بالزهو جرّاء “انتصاراته الإلهية” هو الذي يحمله على ما قال… فارحمنا يا رب… ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ايها الأصدقاء،
لا حول ولا قوة، لأن قوّتين إقليميتين أسقطتا الحدود في المرحلة الحاضرة:
- “الولاية” التي فتحت طريق طهران – بيروت وأسقطت الحدود من ايران إلى لبنان؛
- “الخلافة” التي أسقطت الحدود بين سوريا والعراق.
لا حول ولا قوة، لأنه في لحظة إعادة “تشكيل المنطقة” وفي لحظة تفتُّح الشهيات العرقية والإتنية والمذهبية والطائفية يطلّ علينا نائبٌ من “حزب الله” ليتنكّر لحدود لبنان التي انتزعناها في العام 1920!
لاحول ولا قوة.. لكن سنتمسّك بلبنان الكبير- لبنان بطريرك الحويّك ولبنان العيش المشترك! لبنان الذي استخلص الدروس وليس لبنان المقامر!
مؤتمر صحفي للدكتور فارس سعيد
بيروت، 2 تشرين الأول 2017
فندق الغبريال – الأشرفية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire