كلنا للوطن .أي وطن؟

SmileyCentral.com

mardi 27 septembre 2011

شكر من القلب الى البطريرك الراعي

وسيم الهنود-


في زيارته لجنوب الوطن، أعطى راعي ربيع المسيحيين المشرقيين، غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الرجل الطاهر المتواضع المؤمن، حقّه. الرجل هو البطريرك الراحل مار انطونيوس بطرس خريش (1907-1994) الذي ولد في عين إبل، في قلب أرض جنوب لبنان المقدسة، وتسلّم سدّة البطريركية المارونية بعد وفاة البطريرك المعوشي، من 1975 الى 1985 ، وكانت تلك من أحلك أيّام الحرب على لبنان وأشدّها ظلاما.
رفض البطريرك خريش وهو إبن الجنوب، والساهر على شؤونه وشجونه أن يزور عين إبل قريته التي أحبّ حبّا عظيما، لأنّها كانت تحت الاحتلال، الفلسطيني ثمّ الاسرائيلي. وكرّر الرفض عند وفاة والدته. كنت يومها مع أصدقاء معزّيا في بكركي، وصدف أن جلست بالقرب منه فسمعته يقول لأحد المعزّين أنّه قرّر عدم الذهاب الى ضيعته لمراسم الدفن أو لتلقّي التعزية لأنّه لا يعترف بسيطرة اسرائيل على الجنوب، و لأنّ من أعطي له مجد لبنان لا يفرّط به من أجل عاطفة أو مصلحة شخصية. وعند مقتل ابن اخيه، كاهن المسيح المونسينيور البير خريش، عضّ على جرح  تهديدات وصلت عين ابل فأكرهت البعض على الانسحاب من واجب العزاء خوفا من العنف الذي توعّدوهم به.
واليوم يهبّ الجنوب كانسان واحد للقاء البطريرك الراعي وفي قلب كلّ منهم حبّة حنطة من فخر وعزّ وطنيّين زرعهما سلفه الصالح الجنوبي. واليوم ايضا يتحقّق حلم مار انطونيوس بطرس خريش بعرس الكنيسة المارونية مع أهل وأرض جنوب الوطن الأحرار. انّه لفرح عظيم أن نرى البطريرك الراعي يبدأ زيارته من صور حيث بدأ خريش حياته الكهنوتية عام 1930 ويختتمها في عين إبل ودبل والرميش.
بعد وفاة البطريرك المعوشي كتب المؤرخ الأب ميشال الحايك: "إن أي بطريرك ماروني جديد سيجيء ليرأس إمّا مأتم المارونية وإمّا ميلادها في العصر. منه سيكون البدء الماروني، أو على يده النهاية". البطريرك خريش شهد للحق وللايمان وللصفح المسيحي وهل من بدء أعظم وأفخر لمن أتخذوا من مار مارون قدوة لحياتهم في المسيح؟ واليوم يأتي البطريرك الراعي ليكمل الشهادة بأنّ رسالة مسيحيي المشرق هي الثبات في أوطانهم والتمسّك بمبادئ الانفتاح والخير والمحبة. لم يقبل البطريرك خريش أن يحني هامة الموارنة امام شياطين العنف، وجابههم بالمحبة وبكلمة الحقّ ولكنّه لم يهادن. واليوم يعيد البطريرك الراعي الكرّة فيجابه بالحق جبروت عالمي قوامه المال والسلاح والعنجهيّة. فيرى المسيحيون والموارنة منهم خصوصا، فجر ربيعهم المشرقي ينبلج بعد طول انتظار، ويشكرون الربّ على نعمه وعلى رعايته لشعبه.
قد تكون الولادة بدمها ودموعها علامة بؤس وتعاسة في نظر البعض، ولكنّ ايماننا المسيحي الحقّ يجعلنا نرى في ألم الولادة عنوانا لحياة جديدة في فرح وايمان المسيح.
ومن جديد ألف شكر وشكر للبطريرك الراعي الذي حفظ أمانة سلفه البطريرك خريش وبرهن لنا أن العنف لن يقدر أن يقوى على حب المسيح وايمان شعبه.
منسّق الاعلام في التيّار الوطنيّ الحرّ

Aucun commentaire: