المحامية مي خريش -
سيدي الكاردينال صفير الكلي الإحترام،
أكتب إليكم هذه الرسالة من وجعي وحرقتي من المواقف العنيفة التي تُصيب بطريركنا الجديد مار بشارة بطرس الراعي بعد موقفه الوطني والتاريخي في باريس النابع من خوفه على مسيحيي لبنان والشرق.
سيدي الكاردينال، لقد شغلتم السدة البطريركية لإنطاكية وسائر المشرق على مدى خمسة وعشرين عاماً، كان لكم خلالها مواقف عديدة، البعض أيدها، والبعض الآخر إعتبرها لا تنسجم مع سياسته ورؤيته، وهذا حق لكل شخص يمارس السياسة، لكن لم تصل بأحد الوقاحة والجرأة إلى تجييش هذا الكم من الحقد المبرمج والمركز الذي يُصَب اليوم على البطريرك الراعي، بطريرك الحيوية والإنفتاح، المسامحة والغفران، بطريرك ملاقاة الآخر وتطمينه على مصيره ومستقبله، بطريرك الشركة والمحبة، البطريرك الذي أعاد إلينا الأمل والرجاء.
سيدي الكاردينال، ما إن إنتهيتم من الإحتفال بقداس شهداء القوات اللبنانية وبعد أن قلتم ما قلتوه عن "الأيام البائسة" حتى إنهالت عليكم المقالات التي وصفتكم بأنبل الأوصاف من بطريركٍ مقاوم إلى بطريركٍ حكيم وعظيم وتاريخي، فيما كانت نفس هذه الأقلام تكتب عن البطريرك الراعي مقالات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها حقودة وتخفي من خلالها مخططاً شيطانياً.
من هنا يا سيدي الكاردينال، وإنطلاقاً من كوني مسيحية مارونية، أنتمي إلى عائلة أعطتت بطريركاً على إنطاكية وسائر المشرق في أحلك ظروف الحرب التي مر بها الوطن، كما قدمت كاهناً شهيداً إعترف البطريرك الراعي في جولته الجنوبية أنه شهيد الكنيسة الكاتوليكية، أطلب منكم يا سيدي، أن تحملوا عصاكم وتقفوا متربصين بوجه كل من يتجرأ على التطاول على البطريرك الراعي، أن تسكتوهم وتقولون لهم أنكم سلمتم قيادة الكنيسة المارونية إلى بطريرك شجاع ومقدام ومنفتح ومتسامح تثقون به وبحكمة مواقفه، وكل ذلك كي لا تفتحوا المجال أمام الطيبين والخبثاء على السواء أن يقولوا أنكم بسكوتكم تشجعون هؤلاء الحقودين على التمادي.
سيدي الكاردينال، لقد دخلتم التاريخ يوم إعتليتم سدة بطريركية إنطاكية وسائر المشرق، أما اليوم وبموقف صارم وبصوت عال وجريء يُسكت جوقة الحقد فإبكانكم أن تكرسسوا بقاءكم في تاريخ الوطن إلى الأبد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire